بتـــــاريخ : 11/9/2008 5:13:05 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1577 0


    ما أسباب تفرق المسلمين رغم دعوة الإسلام للوحدة ؟

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : أ. د / عبد الصبور مرزوق | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    ما أسباب تفرق المسلمين رغم دعوة الإسلام للوحدة ؟
    الشبهة
     
     
    الرد عليها
    أ. د / عبد الصبور مرزوق

    1 ـ لا ينكر أحد أن الشعوب الإسلامية فى عصرنا الحاضر متفرقة ومتنازعة فيما بينها ، فهذا واقع ملموس لا يحتاج إلى برهان .  ولكن هذا يُعد مرحلة فى تاريخ المسلمين شأنهم فى ذلك شأن بقية الشعوب والأمم الأخرى .  ولا يعنى ذلك أنهم سيظلون كذلك إلى الأبد.  وكما استطاعت الشعوب الأوروبية أن تتغلب على عوامل الفرقة والتنازع فيما بينها والتى أدت إلى حربين عالميتين شهدهما القرن العشرون ـ فإن الشعوب الإسلامية سوف تستطيع فى مستقبل الأيام أن تتغلب أيضًا على عوامل الفرقة فيما بينها ، والبحث عن صيغة ملائمة للتعاون المثمر من أجل مصلحة المجتمعات الإسلامية كلها .
        وهناك محاولات مستمرة فى هذا الصدد وإن كانت بطيئة وذات تأثير محدود ومتواضع مثل منظمة المؤتمر الإسلامى التى تضم كل الدول الإسلامية ، إلا أنه يمكن تطوير العمل فى هذه المنظمة وغيرها من منظمات إسلامية أخرى للوصول بها إلى مرحلة متقدمة من التعاون الأوثق . وللأمة الإسلامية فى تعاليم الإسلام فى الوحدة والتعاون والتآلف والتكافل أعظم سند يضمن لها نجاح هذه المحاولات فى مستقبل الأيام .
    2 ـ فالإسلام فى مصادره الأصلية يدعو إلى الوحدة والتضامن ويحذر من الفرقة والتنازع  ( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا  ) (1) ، ويدعو إلى الشعور بآلام الآخرين والمشاركة فى تخفيفها ، ويجعل الأمة كلها مثل الجسد الواحد ـ كما يقول النبى صلى الله عليه وسلم ـ [ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ] (2) .  ويعتبر الإسلام رابطة العقيدة بمنزلة رابطة الأخوة : ( إنما المؤمنون إخوة  ) (3) . وحينما هاجر النبى  - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار ، فأصبحوا إخوة متحابين متضامنين فى البأساء والضراء .  وآيات القرآن وأحاديث النبى  - صلى الله عليه وسلم - فى ذلك أكثر من أن تحصى .
    3 ـ هناك أسباب خارجية كثيرة أدت إلى الانقسام والفرقة بين المسلمين فى العصر الحديث .  وترجع هذه الأسباب فى قدر كبير منها إلى الفترة التى هيمن فيها الاستعمار على بلاد العالم الإسلامى .   وعندما رحل ترك مشكلات عديدة كان هو سببًا فيها مثل مشكلات الحدود ، وكانت القاعدة التى على أساسها خطط لسياساته هى مبدأ : " فَرِّق تَسُد " .  ومن هنا عمل على إحياء العصبيات العرقية بين شعوب البلاد المستعمَرة .  وقام بنهب خيرات هذه البلاد ، وأدى ذلك إلى إفقارها وتخلفها الحضارى الذى لا تزال آثاره باقية حتى اليوم .  ولا تزال معظم شعوب العالم الإسلامى تعانى من المشكلات التى خلفها الاستعمار .
    4 ـ انشغل المسلمون بالمشكلات الكثيرة التى خلفها الاستعمار وغفلوا عن تعاليم الإسلام فى الوحدة والتضامن .
        ولكن الشعوب الإسلامية لا تزال تحن إلى وحدة جهودها ، وتضامنها فيما بينها ، وتجميع قواها فى سبيل الخير لهذه الشعوب جميعها .  ولا يزال المسلم فى أى بلد إسلامى يشعر بآلام المسلمين فى مناطق العالم المختلفة بوصفه جزءاً من الأمة الإسلامية .  وهذا من شأنه أن يعمل على توفير أساس راسخ لمحاولات إعادة التضامن والوحدة بين أقطار العالم الإسلامى ، بمعنى توحيد الجهود والتكامل فيما بينها فى ميادين الثقافة والاقتصاد والسياسة والأمن ، وتبادل الخبرات والمنافع ، وكل ما يعود على المسلمين بالخير ، مما يجعلهم أقدر على القيام بدور فعّال فى ترسيخ قواعد السلام والأمن فى العالم كله .

     

     

    الهوامش:
    ---------------------
    (1) آل عمران : 103.
    (2) رواه الإمام مسلم وغيره ( راجع : فيض القدير ج5 ص 514 وما بعدها ) .
    (3) الحجرات : 10.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()