بتـــــاريخ : 11/9/2008 5:21:48 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1189 0


    هل صحيح أن الزكاة تتيح للغنى فرصة عند الله أفضل من فرصة الفقير ؟

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : د / عبد الصبور مرزوق | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    هل صحيح أن الزكاة تتيح للغنى فرصة عند الله أفضل من فرصة الفقير ؟
    الشبهة
     
     
    الرد عليها
    أ. د / عبد الصبور مرزوق

    1 ـ تُعد الزكاة فى الإسلام أول ضريبة نظامية فى تاريخ الاقتصاد فى العالم .  فالذى كان يحدث قبل ذلك هو أن الحكام كانوا يفرضون الضرائب حسب أهوائهم ، وبقدر حاجتهم إلى الأموال تحقيقًا لأغراضهم الشخصية .  وكان عبء هذه الضرائب يقع على كاهل الفقراء أكثر مما يقع على كاهل الأغنياء ، أو يقع على كاهل الفقراء وحدهم .  ولما جاء الإسلام وفرض الزكاة قام بتنظيم جمعها وحدد لها نسبة معينة ، وجعلها تقع على عاتق الأغنياء والمتوسطين ، وأعفى منها الفقراء (1) .  وتشريع الزكاة ليس فقط نظامًا ماليًّا ، وإنما هو فى الوقت نفسه عبادة كالصلاة والصيام والحج ، يؤديها المسلم القادر على دفعها ، ليس خوفًا من السلطة التنفيذية ، ولكن تقربًا إلى الله واستجابة لتعاليم دينه . 2 ـ شعر الفقراء فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بعجزهم عن أداء الزكاة مثل الأغنياء .  ورأوا أن هذا من شأنه أن يعطى للأغنياء ميزة الحصول على الثواب من الله بأدائهم للزكاة وحرمان الفقراء من هذا الثواب مع أنه لا ذنب لهم فى فقرهم .  وقام الفقراء بعرض ما يشعرون به على النبى صلى الله عليه وسلم ، فأوصاهم بالتسبيح والتحميد والتكبير ( أى بقول سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ) ثلاثًا وثلاثين مرة عقب كل صلاة ، وبين لهم أن هذا من شأنه أن يرفع من درجاتهم عند الله ويجعل منزلتهم عنده لا تقل عن منزلة الأغنياء الذين يؤدون الزكاة (2) .
    3 ـ المعيار الذى اعتمده القرآن فى المفاضلة بين الناس بصفة عامة هو معيار التقوى والعمل الصالح كما جاء فى القرآن الكريم : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (3) .  والتقوى مفهوم عام يشمل كل عمل يقوم به الإنسان  - أيًّا كان هذا العمل دينيًا أم دنيويًا -  طالما قصد به وجه الله ونفع الناس ودفع الأذى عنهم .  فالقرب من الله لا يتوقف على أداء الزكاة أو غيرها من الشعائر الإسلامية فحسب ، بل يتوقف أيضًا على التوجه العام من جانب الإنسان فى كل ما يقوم به فى حياته من أعمال ، وما يصدر عنه من سلوك وما يخرج من فمه من أقوال .  والإسلام يعلق أهمية كبيرة على النية .
        فالأعمال بالنيات كما يقول النبى - عليه الصلاة والسلام - [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ] (4) .  وهذا يعنى أن الفقير الذى لا يستطيع إخراج الزكاة ويتمنى أن لو كان لديه مال ليزكى به فإنه يثاب على هذه النية مادامت صادقة .  وقد يُخرج الغنى الزكاة ويقصد من وراء ذلك التظاهر أمام الناس والحصول على مكانة بينهم فلا يثاب على ذلك بشىء .

     

     

    الهوامش:
    --------------------
    (1) راجع : محمد قطب : شبهات حول الإسلام ـ ص91 ـ مكتبة وهبة سنة 1960م .
    (2) فتح البارى بشرح صحيح البخارى ج2 ص 325 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى . المطبعة السلفية .
    (3) الحجرات : 13.
    (4) البخارى - باب الوحى رقم 1 ، والإيمان 41 ، والنكاح 5 ، والطلاق 11، والترمذى فضائل الجهاد 16 ، والنسائى طهارة 59 .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()