الخلاف بين التوراة وبين القرآن فى سرد حوادث القصة لا يدل على عيب فى القرآن ، ويدل على ذلك : ما فى التوراة من زيادة ونقص فى النسخة الواحدة ، وفى النسخ الثلاث . ومع هذا ففى التوراة ما يدل على ما جاء فى القرآن ومن ذلك :
1 ـ أن يوسف كان قد أنجب ولدين فى مصر هما أفرايم ومنسّى [تك 46 : 20] ويعقوب أبوه من الأنبياء الملهمين ، ويدل على ذلك أنه يقول : ( إنى لأجد ريح يوسف ) (2) ـ ( يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ) (3) فإذا قال ( بهم ) بضمير الجمع . وقد صرح من بعد بفقد اثنين هما : يوسف وأخيه فقط ؛ لا يدل ضمير الجمع على ولد ثالث محبوس فى مصر ، وإنما يدل على ولدى يوسف .
2 ـ أن فى التوراة ما يدل على سجن بنيامين وهو أنه لما دبر حيلته فى استبقائه وتمت الحيلة ، طلبوا منه أن يطلقه فرد عليهم بقوله : " حاشا لى أن أفعل هذا . الرجل الذى وُجد الكأس فى يده ؛ هو يكون لى عبداً ، وأما أنتم فاصعدوا بسلام إلى أبيكم " [تك 44 : 17].
فقوله : " هو يكون لى عبداً " معناه : أنه استبقاه فى " مصر ".
3 ـ وفى التوراة ما يدل على بقاء كبيرهم فى مصر ، مع يوسف وبنيامين . وكبيرهم هو " راوبين " لا شمعون كما قال المعترض إنه أخذه رهينة ، ولا يهوذا كما قال كاتب التوراة .
ومما يدل على بقاء كبيرهم : أنه استعطف يوسف بقوله : " فالآن ليمكث عبدك عوضاً عن الغلام عبداً لسيدى ، ويصعد الغلام مع إخوته ؛ لأنى كيف أصعد إلى أبى والغلام ليس معى ؟ لئلا أنظر الشر الذى يصيب أبى " [تك 44 : 33ـ34].
الهوامش:
------------------
(1) يوسف : 83.
(2) يوسف : 94.
(3) يوسف : 87.
|