أخي الذي أصغر مني وهو بالغ تارك للصلاة فهو لا يصلي إلا صلاة الجمعة، ونصحته ولكن بدون فائدة ماذا أفعل تجاهه أرجوا الإفادة جزاكم الله خيراً؟
الواجب عليك نصحيته والتكرار في ذلك والجد في ذلك، لعل الله أن يهدي في أسبابه، ولا تمل ولا تيأس لأن المسلم عليه النصيحة لغيره وعليه الترجيه، والله يقول -جل وعلا-: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل: 125]، ويقول -سبحانه-: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[فصلت: 33]، فأحسن إليه بالنصيحة واجتهد وليكن ذلك عن صدق وعن عناية تبين له أن ترك الصلاة كفر وأنه ضلال، وأن الواجب على كل مكلف أن يتقي الله، وأن يؤدي الصلاة إذا كان ينتسب للإسلام وإلا فلا صحة لدعواه الإسلام، فإن إسلامه بدون صلاة ليس بإسلام، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، رواه مسلم في صحيحه، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب على أخيك أن يتقي الله وأن يصلي، وعليك أن تنصحه كثيراً وتبلغه كثيراً لعل الله أن يهدي بأسبابه، فإن أصر ولم يبالي فعليك أن تهجره إذا رأيت الهجر أصلح، وإن رأيت عدم الهجر أصلح وأن تستمر معه في الدعوة والتوجيه مع كراهة عمله وإظهار الكراهة، والغضب على عمله فلعل الله أن يهدي بأسبابه، وإن رأيت هجره أصلح والبعد عنه لأنه لم يتمثل ولم يقبل النصيحة ورجوت أن هذا الهجر يؤثر عليه لعل الله أن يهديه بأسبابها فاهجره، فالهجر الذي يفيد مطلوب مشروع.