بتـــــاريخ : 1/16/2009 6:26:31 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 531 0


    موعظة عن النار

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : عبد الحميد الداغستاني | المصدر : www.midad.me

    كلمات مفتاحية  :
    النار وعذابها

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الخطبة الأولى:

    أما بعد:

    أيها المسلمون: فإن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ويخشوه ويخافوه ونصب لهم الأدلة الدالة على عظمته وكبريائه ليهابوه ويخافوه خوف الإجلال، ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه التي أعدها لمن عصاه ليتقوه بصالح الأعمال، ولهذا كرر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه ذكر النار وما أعده فيها لأعداء دينه من العذاب والنكال، وما احتوت عليه من الزقوم والضريع والحميم، والسلاسل والأغلال إلى غير ذلك مما فيها من العظائم والأهوال.

    ولهذا سوف تكون خطبتنا لهذه الجمعة عن ذكر النار وما أعده الله فيها من العذاب الشديد والنكال الوجيع لمن عصاه ولم يلتزم شرعه، ليكون ذلك قامعا للنفوس عن شهواتها وفسادها، وباعثا لها على المسارعة إلى فلاحها ورشادها، فإن النفوس ولا سيما في هذه الأزمان قد غلب عليها الكسل والتواني، واسترسلت في شهواتها وأهوائها وتمنت على الله الأماني، والشهوات لا يذهبها من القلوب إلا أحد أمرين إما خوف مزعج محرق أو شوق مبهج مقلق، وقد قيل للحسن: يا أبا سعيد: كيف نصنع؟ نجالس أقواما، يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير، فقال: والله إنك أن تخالط قوما يخوفونك حتى يدركك الأمن، خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى يدركك الخوف.

    فأقول وبالله التوفيق لقد قست القلوب فهي بين شواغل الدنيا وملهياتها، إذا أفاقت فإذا هي تفيق إلى نكبات وهموم وغموم تتجاذبها، وأما الحديث عن الرقائق والرغائب فهو غريب عن القلوب، غريب على الآذان قلما تنصت إليه قلما تسمعه، كم كان يتعاهد أصحابه بمواعظ تذرف منها العيون وتوجل منها القلوب وترتعد منها الفرائص، يقف رسول الله يخاطب أصحابه بكلمات يسيرات فيقول: ((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله))، فما هو إلا أن ينتهي من كلامه - عليه الصلاة والسلام - حتى يخفض الصحابة رؤوسهم ويكبوا بوجوههم ولهم ضجيج وخنين بالبكاء، أما إن نفوسنا بحاجة إلى أن نوردها المواعظ والنذر وأن نذكرها بما خوف الله به عباده وحذرهم منه، وقد حذر - سبحانه وتعالى - عباده أشد التحذير، وأنذرهم غاية الإنذار من عذاب النار من دار الخزي والبوار فقال جل جلاله وتقدست أسماؤه فأنذرتكم نارا تلظى وقال: إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر فوالله ما أنذر العباد وخوفهم بشيء قط هو أشد وأدهى من النار وصف لهم حرها ولظاها وصف لهم طعامها وشرابها، وصف أغلالها ونكالها، وصف حرارتها وغايتها، وصف أصفادها وسرابيلها وصف ذلك كله حتى إن من يقرأ القرآن بقلب حاضر، ويسمع وصف جهنم كأنما أقيم على شفرها فهو يراها رأي عين يرى كيف يحطم بعضها بعضا كأنما يرى أهل النار يتقلبون في دركاتها ويجرجرون في أوديتها كل ذلك من المولى - جل وعلا - إنذارا وتحذيرا، وكذا خوف نبينا - عليه الصلاة والسلام - من النار وأنذر وتوعد وحذر، وكان شديد الإنذار شديد التحذير من النار، وقف مرة على منبره فجعل ينادي ويقول: ((أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار)) وعلا صوته حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خميصة كانت على كتفيه فوقعت عند رجليه من شدة تأثرة وانفعاله بما يقول، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((أنا آخذ بحجزكم عن النار وأقول إياكم وجهنم والحدود))، إياكم وجهنم والحدود فهو آخذ بحجز أمته ويقول: ((إياكم عن النار هلّم عن النار وهم يعصونه ويتقحمونها)).

    أيها الإخوة في الله: ثم أصبح الحديث عن النار وأهوالها حديثا خافتا لا تكاد تتحرك به ولا تستشعره القلوب، ولا تذرف منه العيون، حديثا غريبا على المسامع بعيدا عن النفوس مع أن ربنا جل جلاله قد ذكرنا بها غاية التذكير وحذرنا غاية التحذير، ألا فلنشعر القلوب بشيء من أحوالها ولنذكر النفوس بشيء من أهوالها لعل قسوة من قلوبنا تلين وغفلة من نفوسنا تفيق.

    فإن سألت عن النار فقد سألت عن دار مهولة وعذاب شديد، إن سألت عن حرها وقعرها، وحميمها وزقومها، وأصفادها، وأغلالها، وعذابها وأهوالها، وحال أهلها، فما ظنك بنار أوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة.

    ما ظنك بحرها، نارنا هذه جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم.

    أما بُعدْ قعرها فما ظننا بقعر نار يلقى الحجر العظيم من شفرها فيهوي فيها سبعين سنة لا يدرك قعرها والله لتملأن والله لتملأن والله لتملأن.

    أما طعامها وشرابها فاستمع إلى قول خالقها والمتوعد بعذابها إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم وقوله: أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم.

    أما شرابها فاستمع إلى ما يقول ربنا وخالقنا: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا}.

    فهذا الطعام ذا غصة وعذاب أليم وهذا الشراب يسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن وراءه عذاب غليظ.

    يقول - عليه الصلاة والسلام - في بيان حال طعام أهل النار: ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم))، فكيف بمن تكون طعامه، يلقى على أهل النار الجوع فإذا استغاثوا، اغيثوا بشجر الزقوم فإذا أكلوه غلا في بطونهم كغلي الحميم فيستقون، فيسقون بماء حميم إذا أدناه إلى وجهه شوا وجهه فإذا شربه قطّع أمعاءه حتى يخرج من دبره فسقوا ماءا حميما فقطّع أمعاءهم أما سلاسلها وأغلالها فاستمع إلى وصفها: ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه فيؤخذ بالنواصي والأقدام أي أن ناصية رأسه تجمع إلى قدميه من وراء ظهره، وينشيء الله لأهل النار سحابة سوداء مظلمة، فيقال لهم: يا أهل النار أي شيء تطلبون، فيقولون الشراب، فيستقون، فتمطرهم تلك السحابة السوداء أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم، وجمرا يتلهب عليهم، أما عذاب أهل النار وكل ما مضى من عذابها، فما ظنك بعذاب دار أهون أهلها عذابا من كان له نعلان يغلي منهما دماغه ما يرى أحدا أشد منه عذابا وإنه لأهونهم، أما حال أهلها فشر حال وهوانهم أعظم هوان، وعذابهم أشد عذاب وما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا فيها شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشا واحترقت أكبادهم جوعا، ثم انصرف بهم إلى النار، فيسقون من عين آنية قد آذى حرها واشتد نضجها فلو رأيتهم وقد أسكنوا دار ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك مبهمة المهالك قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي يسحبون فيها على وجوههم مغلولين النار من فوقهم، النار من تحتهم، النار عن أيمانهم، النار عن شمائلهم، لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين فغطاؤهم من نار وطعامهم من نار وشرابهم من نار ولباسهم من نار ومهادهم من نار فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع، وجر السلاسل يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها، ويضطربون بين غواشيها، تغلي بهم كغلي القدر وهم يهتفون بالويل ويدعون بالثبور، يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق يتفجر الصديد من أفواههم وتتقطع من العطش أكبادهم، وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم، كلما نضجت جلوده بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب أمانيهم فيها الهلاك وما لهم من أسرها فكاك، فما حال دار إذا تمنى أهلها تمنوا أن يموتوا؟ كيف بك لو رأيتهم وقد اسودت وجوههم؟ فهي أشد سوادا من الحميم، وعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم وقصمت ظهورهم، ومزقت جلودهم وغلّت أيديهم إلى أعناقهم وجمع بين نواصيهم وأقدامهم، يمشون على النار بوجوههم ويطأون حسك الحديد بأحداقهم ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها: يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك قد تفتتت منا الكبود، يا مالك العدمُ خير من هذا الوجود، فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقوى خطاب وأغلظ جواب إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون فينادون ربهم وقد اشتد بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا فإن عدنا فإنا ظالمون فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبهم بتوبيخ أشد من العذاب اخسئوا فيها ولا تكلمون فعند ذلك أطبقت عليهم وغلقت، فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزاد حسراتهم وتنقطع أصواتهم فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء، يبكون على تضييع أوقات الشباب ويتأسفون أسف أعظم من المصاب، ولكن هيهات هيهات ذهب العمل وجاء العقاب.

    لقد خاب من ولد آدم من مشى * * *  إلى النار مغلول القيادة أزرقا

    يساق إلى نار الجحيم مسربلا   * * *   سرابيل قطران لباسا محرما

    إذا شربوا منها الصديد رأيتهم  * * *   يذوبون من حر الصديد تمزقا

    ويزيد عذابهم شدة وحسرتهم حسرة، تذكرهم ماذا فاتهم بدخول النار، لقد فاتهم دخول الجنان ورؤية وجه الرحمن ورضوان رب السماء والأرض جل جلاله، ويزيد حسرتهم حسرة وألمهم ألما أن هذا العذاب الأليم والهوان المقيم ثمن اشتروه بلذة فانية وشهوة ذاهبة:

     مآرب كانت لأهلها في الحياة عذابا

    فصارت لهم بعد الممات عذابا

    لقد باعوا جنة عرضها السماوات والأرض بثمن بخس دراهم معدودة بشهوات تمتعوا بها في الدنيا ثم ذهبت وذهبوا فكأنها وكأنهم ما كانت وما كانوا.

    ثم لقوا عذابا طويلا وهوانا مقيما فعياذا بالله من نار هذه حالها وعياذا بالله من عمل هذه عاقبته وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب هذا بيان للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب.

    اللهم إنه لا طاقة لنا بعقابك ولا صبر لنا على عذابك اللهم فأجرنا وأعتقنا من نارك ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما.

    والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير.

     

    الخطبة الثانية:

    أما بعد:

    أيها المسلمون: وبعد أن سمعنا عن عذاب النار وأهوالها وعن حال أهلها نريد أن نعرف أسباب دخولها والأعمال التي تدني الإنسان منها فمن أهم الأعمال الشرك بالله والكفر ولو ببعض جزيئات الدين أو بما هو معلوم من الدين بالضرورة كمن ينكر الصلاة أو الزكاة أو غير ذلك قال - تعالى -: {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين}.

    ومن الأعمال: النفاق وقد توعد الله المنافقين بالنار وهو وعيد قطعه على نفسه لا يخلفه وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم وأخبر أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وهو أشدها حرا وأكثرها إيلاما.

    ومن الأعمال الكبر: وهذه صفة يتصف بها عامة أهل النار قال - تعالى -: {والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.

    وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر)). ومصداق هذا قوله - تعالى -: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين وقوله: فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق}.

    ومن الأعمال: عدم القيام بالتكاليف الشرعية مع التكذيب بيوم الدين وترك الالتزام بالضوابط الشرعية قال - تعالى -: {ما سلككم سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} ومن الأعمال: طاعة رؤساء الضلال وزعماء الكفر فيما قرروه من مبادئ الضلال وخطوات الكفر التي تصد عن دين الله ومتابعة المرسلين قال - تعالى -: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا}.

    والأعمال كثيرة نذكرها إجمالا فمن ذلك: الحسد والخيانة والظلم والفواحش والغدر وقطيعة الرحم والجبن عن الجهاد، والبخل، واختلاف السر والعلانية واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والجزع عند المصائب، والبطر عند النعم، وترك فرائض الله، والاعتداء على حدوده، وانتهاك حرماته، وخوف المخلوق دون الخالق، والعمل رياء وسمعه ومخالفة الكتاب والسنة، اعتقادا وعملا وطاعة المخلوق في معصية الخالق والتعصب للباطل والاستهزاء بالدين أو بأهله الصالحين، والاستمرار على ارتكاب المعاصي والمحرمات كمشاهدة أفلام المجون والخلاعة وكشرب المسكرات والزنا واللواط وجميع الفواحش التي حذرنا منها.

    والسحر وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم والربا والفرار من الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات، والتصوير والتبرج والسفور والتهتك وتقليد أعداء الدين والشرب في آنية الذهب أو الفضة والافتخار، وغير ذلك من الأعمال التي تدخل صاحبها في النار والعياذ بالله.

    أيها الإخوة: إننا ما نزال في فسحة من العمر وطيب من العيش وصحة وعافية أما آن لنا أن نتوب؟ {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}، حتى متى ونحن نصر على معصية الله ومحاربة دينه وأوليائه حتى يفجأنا الموت، فنقول: رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت.

    أم ماذا؟ إننا ما نزال في دار المهلة ووقت العمل فمن عمل الخير واستقام حاله وابتعد عن رفقاء السوء وجانب الذنوب والعصيان فقد رجحت كفة الخير لديه فليحمد الله ومن كان على غير طريق الحق ولا يزال يصرّ على البعد عن دين الله فلا يلومن إلا نفسه وسوف يندم ويعض على أصابعه باكيا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا.

    فحي على جنات عـدن فإنها  * * * منازلك الأولى و فيها المخيـم

    وحي على يـوم المزيد الذي به  * * * زيارة رب العرش فاليوم موسم

    وحـي على واد هنـالك أفيح * * *   و تربته من اذخر المسـك أعظم

    منابر مـن نور هناك وفضـة  * * *   و من خـالص العقيان لا تتقصم

    فيا بائعا غـال ببخس معجـل  * * *   كأنك لا تـدري بلى سوف تعلم

    فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة  * * *  وإن كنت تدري فالمصيبة اعظم

    كلمات مفتاحية  :
    النار وعذابها

    تعليقات الزوار ()