رفيقات الدرب يا رفقة واحتي
لعلكن تتساءلن ، ما بالها تلك التي تدعو للفرح تخضب عنوانها بالدموع !
لا
أنا من أتيت و دمعي يسبقني
و قلبي يكاد يعصر جسدي !!
لا تتعجلن ..
لن ادعو للحزن !
هو موقف لن أنساه ما حييت !
إيــــــــــــه يا أبي !!
ما أرأف قلبك !
رفقا بحالك يا أبي فإني أحبك و يبكيني بكائك !!!
أنا ووالدي هذا الأسبوع نتشاطر المكان في البيت !
والدتي و اخوتي لازالوا في عطلتهم بين أهلنا في ديارنا يبعدون !
أنا فقط ووالدي في البيت من أجل بدء الدوام !
كان لزاما ً علي ّ أن أقوم بعدة أدوار !
و أهمها بالنسبة لي :
أن لا أترك والدي لوحده فترة جلوسه بالبيت .
الليلة
كنت أنتظره حتى أجهز له العشاء و أتسامر معه فطبع والدي البساطة و المرح في وقت الهدوء .
كنت في غرفتي و أنا أتحين قدومه !
رن جرس هاتف المناداة في غرفتي والدي هنا (IMG:style_emoticons/default/smile.gif)
سألني :
هل تناولتي العشاء ؟!
قلت :
بالطبع لا .. أنتظرك !
هل أجهزه الآن لك ؟
ولا جواب !!
أبي ..!
أبي ..! (IMG:style_emoticons/default/sad.gif)
خفت !!
ركضت إلى الصــــــــــالة خائفة أترقب !!
ما بال أبي لا يرد علي !!
فماذا رأيت !
كان أبي يغرق في دمــــــــــــوعه !!
يبكي بحرقه شديدة !
وقفت على رأسه و سبقتني عبرتي فليس من السهل أن أرى جبل البيت يبكي !!
أبي .. ما بك ؟؟
مابك ؟؟
ولا يكاد يجيب من شدة بكاءه و دموعه الغزيرة التي تملأ وجهه و تخضب لحيته !!
جلست لأني لم أستطع استنهاض نفسي !!
أبي .. استعذ من الشيطان ، ماذا جرى ؟ حدثني ؟
قبل قليل كنت عند شقيقتي (( لا مستحيل مع الله )) بيت زوجها .!!
ماذا جرى ؟
قــــــــــال بصعوبة :
أقبلت نحو غرفة شقيقتك و تذكرتها ،، فبكيـــــــــــــت !!
تذكرت مكانها و صوتها في البيت ،، فبكيت !!
ولا تسلن عن حالي !
الحمد لله أنه هذا السبب لا شيء آخر !
فقلت له :
أبي الحمد لله للتو كنت عندها و هي بخير و مرتاحة و في خير
فتذكر ذلك و افرح ، و استعذ من الشيطان !!
قال :
لا تسلي يا ابنتي عن حال قلبي أيضا ً حين تفارقينا أنت ِ ، سأبكي أكثر (( قد أموت لفراقكم )) !!!!!!!
قلت :
أبي ( بسم الله عليك ) إذا ً لا تـــــــــزوجني و لأكن بجواركم أبدا <<< (IMG:style_emoticons/default/huh.gif) أردت أن أمازح لعله يهدأ ..!
خرج بعدها والدي من البيت
و أكملت أنا لهذه اللحظة فصول البكاء !
سبحان من أودع الحس المرهف في قلوب الأباء !
رجالا ً شامخين
قدواتنا و أماننا و مع ذلك عاطفة تفوق كل العواطف !
رأيته أحن علينا منا عليهم !
في لحظة قلت لنفسي :
كم نحن مقصرين تجاهك يا أبي و تجاه والدينا !
لعلنا لم نبلغ من البر الذروة
لكنهم يحبوننا
تأسرهم أصواتنا
يتمنون قربنا
و تسعدهم سعادتنا
لكنه ألم الفراق !
إيه يا ألم الفراق !
زلزلت مدامع الرجال !
لا أعلم ماذا سأحكي أكثر
لكن :
الله الله بآباءكم
الله الله بآباءكم