قال ابن القيم: (التخفيف أمرٌ نسبي يرجع فيه إلى ما فعله النبي- صلى الله عليه وسلم-، لا إلى شهوات المأمومين)، ما المقصود بالأمر النسبي، وما المقصود بشهوات المأمومين؟
مثلما تقدم، يتأسى بالنبي-صلى الله عليه وسلم- في التخفيف فيقرأ كما قرأ النبي ويركع كما ركع ويسجد كما سجد، يكون متوسطاً لا مطيلاً ولا ناقرا، فإن نقر وبين الإطالة التي تشق على الناس، هذا هو التأسي بالنبي- صلى الله عليه وسلم- ولا يتأسى بالناقرين الذين يسرعون في الصلاة حتى لا يمكنوا الناس من أداء المشروع, ولا يتأسى بالمطولين المنفرين ولكن بين ذلك، والأسوة النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وقال الرب-جل وعلا-: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (الأحزاب: من الآية21)، فالتأسي بالنبي هذا هو التوسط.