إذا كان بابا الروم بالكذب ناطقا فشيمة أهل الروم الإفك
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
حملة جديدة من الرسوم والعروض التمثيلية الساخرة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ)، (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15)، وكعادتهم يعيبون علينا أموراً من الفضائل، ولكنهم لانتكاس فطرتهم يرونها رذائل كما قال قوم لوط: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)(النمل: من الآية56) مع أن قوم لوط كانوا أكثر صراحة مع أنفسهم حينما سموا ما يدعوا إليه لوط -عليه السلام- طهراً وعلموا أن ما هم فيه رجس، ولكنهم اختاروه على الطهارة.
أو يختلقون بعض الأكاذيب وينسبونها للإسلام، كما قال بابا الفاتيكان بزعم قديم قبل ثورة الاتصالات أن المسلمين يعبدون القمر، ثم اضطر إلى إصدار وثيقة عام 1970م فيها تكذيب هذه الفرية والاعتراف أنها وغيرها من تلفيق الفاتيكان.
جاء العرض التمثيلي الأخير يصورون فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كجمل يشرب البيرة، فأما رمز الجمل ففيه إشارة إلى أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث في بيئة صحراوية، ولأن القوم غارقون في حب الملذات الدنيا فهذه كافية عندهم في الطعن فيه -صلى الله عليه وسلم-، ولو تدبروا شيئا قليلا لعلموا أن هذه أحد آيات صدقه -صلى الله عليه وسلم-، أن يبعث في هذه البيئة الصحراوية ثم يأتي بهذا الكتاب الذي فيه أخبار السابقين واللاحقين، وفيه من أنواع الإعجاز ما فيه، ومنها حقائق علمية لم تكتشف إلا في العصر الحديث.
ولكن المثير الدهشة أن يصوروه -صلى الله عليه وسلم- "يشرب البيرة" وهذه والله إحدى أدلة صدقه -صلى الله عليه وسلم- وأن الفطرة التي في قلوبهم تقول لهم أن الخمر التي جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بتحريمها خبيثة يسب شاربها ويذم -بدليل صنيعهم-، وهو اعتراف منهم أنهم كذبوا على الله وعلى رسله حينما نسبوا إلى عيسى -عليه السلام- الذي هو عندهم إله وابن إله أنه أمر حواريه بشرب الخمر، لكي يتحول هذا الخمر في أجسادهم إلى دم المسيح -عليه السلام-، وأن هذا العشاء الشيطاني المسمى بالعشاء الرباني باق إلى يومنا هذا يشربون فيه الخمر بنية أنه سوف يتحول في أجسادهم إلى دم الإله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
كنت أود أن أشبه حالهم بحال المثل العربي القائل "رمتني بدائها وانسلت"، ثم وجدت أنهم لم ينسلوا من دائهم بل هم غارقون فيه حتى النخاع ، بل هؤلاء المجرمون كانوا أثناء رسمهم لهذه الرسوم الفاجرة يحتسون الخمر فتبا لهذه العقول.
ولكن لماذا نستكثر هذا من فتية مارقين مع أن كبراءهم هم الذين سنوا لهم هذه السنن الخبيثة من الكذب في المناظرة رجاء تحقيق نصر زائف يصدون الناس عن سبيل الله.
وتاريخ الفاتيكان مملوء بالكذب على دين الإسلام ولكن بعد تطور وسائل الاتصال اضطروا إلى إصدار الوثيقة المشار إليها آنفاً، تعرف بأن نظرة الفاتيكان إلى الإسلام لم تكن منصفة عبر القرون الماضية، ولو أنصفوا لشهدوا شهادة الحق ودخلوا في دين الله.
ولما جاء بندكت السادس عشر إلى كرسي البابوية يبدو أنه فقد الذاكرة، وأعاد معظم الأكاذيب والافتراءات التي كان يرددها الفاتيكان لأتباعه في أوربا قديما وهم في منعة أن يسمعهم المسلمون أو يردون عليهم.
تصورا رجلاً يؤمن بأن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ثم يتهم الإسلام بمخالفة العقل ، رجلا لم تتقدم بلاده دنيوياً إلا بعد احتكاكهم بالمسلمين، ولكم ظلت الكنيسة عائقا عن الاستفادة بهذا العلم حتى كفروا بدينهم بالكلية فتقدموا، ثم يتهم الإسلام بعدم قدرته على التعايش مع مستجدات الحضارة
رجلا خاضت كنيسته حروبا عقدية خلفت ورائها مئات الآلاف من القتلى من أصحاب العقيدة الواحدة الفاسدة -عقيدة التصليب- فضلا عن المجازر التي ارتكبوها ضد المسلمين، ثم يقول إن الإسلام انتشر بحد السيف إلى آخر هذه الأكاذيب، إذن لا عجب أن يكذب الأبناء تبعا للآباء،
فإذا كان بابا الروم بالكذب ناطقا فشيمة أهل الروم الإفك