إمتاع الآذان بنظم منة الرحمن (1-2)
لفضيلة الشيخ
د/ ياسر برهامي
الناظم
عبد الغني أحمد النفاض
1-
|
أَلا بِاسْمِــــك اللـــــهُمَّ أبْدأُ أَوَّلاَ
|
وأُثـْـــــــني عليك الخيرَ ربي مُحَمْدِلاَ
|
2-
|
وإن الصلاةَ والسلامَ على الـذي
|
مكـــــارمَ أخـــــلاقِ البَــريَّةَ كَمـَّّـــــلا
|
3-
|
فَلوْ أنَّها تحْذو خُطاهُ لأنْــجـحَتْ
|
ولكنَّـــه أمســـى هـُـــــداهُ معَطــَّـــــلاَ
|
4-
|
فَللَّه دَرُّ المستـَــنـيـــر بنـــــوره
|
إذا مـــا ظـــلامُ الجهــلِ أصبحَ مسدِلاَ
|
5-
|
وبعدُ، فإن الله مَنَّ، ولم يـــــزلْ
|
على الخلق بالإحسانِ والخيرِ مُفضِلاَ
|
6-
|
بِسِفْرٍ يُسَمَّى مِنَّـة، وهْوَ مِنَّــــة ٌ
|
يُلَخِّــصُ أحكــــام العقيـــدةِ، فاعْـتلَى
|
7-
|
لقد يسَّــر الرحمنُ للشيخِ ياسـرٍ
|
فجـاءَ على اسـم الشيخ سهلاً مُسَهَّلاً
|
8-
|
وحـوَّلتُهُ نظماً، فإن كان مُعْجِبـاً
|
فذلـك فضـل الله، إيَّــــاي نَـفـَّـــــــــلاَ
|
9-
|
وإنْ كنتُ لم أَصْلُح لذاك فلا تـَلُم
|
فذلـك جهـــدي، فاطــَّـرِحه أوْ اقـْبَلاَ(1)
|
أولاً: التوحيد وأصول الإيمان
1- الإيمان بالأسماء والصفات
(أ) أهمية الإيمان بالأسماء والصفات
10
|
أهــــمُّ أُمُــــورِ الــدِّيـنِ توحــيدُ ربِّنا
|
فـَـوَحِّــــدْ إلـــه العـــالميــــنَ مهَـلـَّـلاَ
|
11
|
فـــــإنَّ رســـولَ الله أوْصَــى حبيبَهُ
|
معـــــــــاذاً بتـــــــعليمِ العـقيــدةِ أوَّلاَ
|
12
|
وآيات الاَسْما، والصِّفاتِ احْتَفِلْ بها
|
مُحِــبَّـــاً لهـــا تدْخُــل بها جَنَّـة العُـلاَ
|
13
|
أَلَم يقْــــــرَأْ الإخْـلاصَ بالحُبِّ قارِئٌ
|
فأوجـــــبَ جنــــاتِ الخلــــودِ بما تلاَ
|
14
|
وفـــي آيــة الكرسـي ذكْـــرُ صـفاتِهِ
|
وحُقَّ لها بذكرهـــــــــا أن تُفَضَّـــــلاَ
|
15
|
إذاً فادْعُ ربَّ العرْشِ، وتوسَّل بهـــا
|
وأسمــــــائِهِ، أكــــــرم بها مُتـَوَسـَّلاَ
|
16
|
وقـد فـرَّقـــا بيـــن اليهـــود وبينـنا
|
فقد وصفوا الرحمن بالسوء في المَلا
|
17
|
فقالوا: فقيرٌ، غُلّّت اليدُ، عــــــــاجزٌ
|
فـحـــَقَّ على أيــــديهم أن تـُـــغـَــــلَّلا
|
18
|
وقـــد فــرَّقــــا بين النصارى وبيننا
|
فـقـــد جعـــــــلوا لله وُلـــــداً تـقـــوُّلاَ
|
19
|
وَصَـــاحبةً، بــل مَـــوَّتـوه بزعمهم
|
ألا هلك الغالي الظـَّـلومُ بمــا غــــــلاَ
|
20
|
وما قـــولهم إلا ظـُــنونٌ، فَأُهـــلِكوا
|
وخـابوا بظــــــنِّ الجاهــــلية جُــهَّـلاَ
|
21
|
وما جَــــنَّــة الدنيـا سوى حُبِّ ربِّنا
|
وأن يُـعـــــبـــدَ اللهُ العــظيمُ تـَبـَتـَّـــلاَ
|
22
|
بأسمـائـــه الحســـــنى كذا بصفاته
|
فأكْــرِمْ بذا عِـلــماً إلى الفَـوْز موصِلاَ
|
23
|
فمنْ ظـّنَّ جَهْلاً أنه غيـــر نافِـــــــع
|
فـَـمُـبْـتـــدِعٌ، بالجـَهْلِ والطيـش دلـَّلا
|
(ب) العقيدة الصحيحة عقيدة السلف
24
|
ووَصـْـفَ إلـــــهِ العالمـينَ لنفسِهِ
|
ووَصْـفَ رسول ِ اللهِ اللهَ فاقـْـــبلاَ(2)
|
25
|
فإن إلــــــه العــرشِ أدرى بذاتِـهِ
|
وإن رسولَ الله أدرى بمـــــــا تـَــلا
|
26
|
ولســتُ مُحَرِّفـاً، ولسـتُ مُعَطـِّـلا
|
ولســتُ مُكَـيِّـــفــاً، ولسـتُ مُمَـثـِّـلا
|
27
|
وذلــــك إيمـــان الصحابةِ والأُلَى
|
تَـلـَـــوهم من الأتْباع جـِيلاً مُفـَضَّلا
|
28
|
وإنَّ صفـات الله لا فــَرْق بــــينها
|
فمــــــن عـــدَّها سَبْعاً فأكْدَى وقَلـَّلا
|
29
|
وكلُ حديـــثٍ صَحَّ فهــــــو عقيدةٌ
|
يـُـضارِعُ في هذا الكتابَ المُنـَــــزَّلا
|
30
|
ويدخُـلُ في التحريفِ تَأويلُ زاعم
|
كمـن زاد لاماً في (استوى) مُتـَعَلـِّلا
|
31
|
وما هكذا الأسلافُ كانوا، فَأمْرُهُمْ
|
بإمرارها من غـيرِ كيفٍ مُفـَـضـَّـــلا
|
32
|
ونِـبْراسُنا في ذلك قـولُ مالـــــــكٍ
|
فـــسَــلـِّمْ لقـــولِ الله، لا تـَتـَـــــأوَّلا
|
33
|
وأما الذي قد قال جهْـمٌ، وواصِــلٌ
|
من النفي والتعطيل فاتْرُكْ، وأبْـطِلا
|
(ج) هل آيات الصفات وأحاديثها من المتشابهة؟
34
|
ومن ظـــنَّ آياتِ الصفاتِ تشابهتْ
|
وفــوَّضَ معــناها، وظــنَّ تـَقَـوََّلا
|
35
|
بأســلافِنا أنْ كان ذلـك قــــــولُـهم
|
فقد ظنَّ ظَنَّ السَّوْءِ فيهم، وعطَّلا
|
36
|
بل الكيفَ فَوِّضْ، لا تُفَوِّض معانياً
|
فمـــــن يــتــدبرهــا لـها يتوصَّلا
|
(د) التعبد بالأسماء والصفات حقيقة التوحيد
37
|
معانــي أسمـــا رَبِّنا، وصفاتِهِ
|
تعَــــــبَّد بها، إمـا بها قلبُك امْتلا
|
38
|
ستثمر أنواع العبادة والــــدُّعا
|
خُضُوعاً، وإجْلالاً،وحُبَّاً، وموْجِلاً
|
39
|
فمن عرف اللهَ العــــظيم أَجَلـَّه
|
ومـــــن عرف البَرَّ الكريمَ توَسَّلا
|
40
|
ومن عرف الجبَّار خاف عِقابَه
|
ومــــن عرف التوَّاب تباب،وأَمَّلا
|
2- توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
(أ) توحيد الربوبية
41
|
ربـــــوبيةُ الرحــمنِ تعــني انفِرادَه
|
(أ) بخـلْــقٍ، وتـدبيرٍ، ورزقٍ تُكـُفـِّلا
|
42
|
ونفع، وإحياءٍ، وضَــــرٍّ، إمــــــاتةٍ
|
(ب) ومِلْك، ومُلكٍ في يدِ الله لا الملا
|
43
|
(ج) وأمْرٍ، وتشريعٍ، ونهي، سيادةٍ
|
فمـــــن ظـــــــن عبْداً رازقاً مُتأصِّلا
|
44
|
ومن ظنَّ نفْعاً عنـــــده، أو مَـضرَّة
|
فقد زل في الشـــــرك القبيحِ، وزُلـِّلا
|
45
|
كذا من يظنُّ نفســـــــه متحــــــرِّراً
|
ومن يدَّعي من شــــــرع ربي تَحَلُّلا
|
(ب) توحيد الألوهية
46
|
وإن رُمْتَ توحيدَ الإلاهةِ فاتَّجِهْ
|
بكـــــلِّ عــبـــادة إلى الله، واجْـعلا
|
47
|
له كلَّ فعلٍ ظاهرياً وبـــــــــاطناً
|
مطيعاً، وكفراً بالطواغيت مُسْجَلا(3)
|
الشرك الأكبر
48
|
فمــــــن لعــــبيــــد الله يصــرف عبادةً
|
فقد صار في الإشراك الاكْبَرَ مُوحَلا
|
49
|
كمن طاف بالأجداث، أو غـــائـــباً دعا
|
ومــن تـَخِذ َ الأموات غـَوثاً، ومَوئلا
|
50
|
وذابـِــحِ ذِبــــــــــحٍ للقبــــــور، ونـاذِرٍ
|
وناسب علم الغيب للناس عُــطـَّـــلا
|
51
|
ومن يدّعي التصريفَ في الكونِ لامْرئٍ
|
ففــــي نـــوعي الإشـراكِ زَلَّ مُجهـَّلا
|
52
|
فلا تــــــأتِ عــرافاً، ولا تــأتِ كــــاهناً
|
ولا أهل تنجيمٍ، وسِحْرٍ، لتِـسْـــــألا
|
53
|
وأصلُ البَلا: تقديـــسُهم كــــلَّ صالـــحٍ
|
غـُـــلُوَّاً وإطْــراءً، وقد خاب من غَلا
|
54
|
تـــرى طـــائفاً بالقبرٍ، أو مــــتـــمسِّحاً
|
على خَدِّه دَمْعٌ من الشــــوْق مُسْبَلا
|
55
|
ألم يَنـْـهَ خَــيْرُ الخـلقِ عــــن كلِّ ذلكم؟
|
مـثـَّــــلهم بالمشركين مُــمَــثـَّــــــلا
|
56
|
ويــــرسِــــلْ عـلـيـا طامِـساً كُلَّ صورةٍ
|
ومُـشرِفِ قبــر ٍ، فاستجـــاب، وكمَّلا
|
57
|
فَسَدَّا لباب الشرك فاهْجُـــرْ مســـــاجداً
|
أقيمتْ على الأجداث، واعــزِم تحوُّلا
|
الشرك الأصغر
58
|
ومـــــن يـتــعلَّقْ حلْــقَة ً أو تميمة ً
|
لعـيـنٍ، ففي الإشراك الاصْغَرِ أُوحِلا
|
59
|
فإنْ ظَــــنَّ هذا الحِــرْزَ يُغــنِي بذاته
|
فـذلك في شِـــركِ الرُبُــــوبَة سُرْبِلا
|
60
|
ومن يتشاءم بالطيور، وغيــــــرها
|
ومن قال للميت: ادعُ لـــي مُتَوَسـِّلا
|
61
|
فإن قال للموتي: أغِثني، اغـْفِرَن لي
|
فقـد فارق الإسلام، والشركَ حَصـَّلا
|
3- الحكم بما أنزل الله
62
|
ومـــــا الحُـــكْــمُ والتشــــريع إلا لربنا
|
فَحَكِّـــــمْـــه راضــياً بـــــــه، مُتـَقَبـِّلا
|
63
|
فمــن يتحاكمْ للطواغيـــتِ مُــــــــشرِكٌ
|
فلا تــتــــحــاكم للطــواغِــي، فَتُـخْذلا
|
64
|
وحُكْمٌ بغير الشرع من أُسُـــــسِ الردى
|
نعم من أُصول الكُفرِ أَصْـلاً مُؤَصَّـــــلا
|
65
|
تنبـَّــه، فإن الكفـــرَ كفــــرانِ: أكبــــــرٌ
|
وأصــغــرُ، خـــذ ْ أقســامَ ما جاء أوَّلا
|
66
|
(1) فمن جحد القطعيَّ من دين ربــــنا
|
وأنكرَ شرعَ اللهِ حُكْـمــاً ومَــدْخـَـــــــلاَ
|
67
|
ومن ظنَّ دينَ الله محْـــــضَ شعـائـــــرٍ
|
وأمَّا حياةُ الناسِ فاْرفضْه، واحْظــلا (4)
|
68
|
(2) وآخَرُ قال: الشـــــرْعُ حقٌ، وثابتٌ
|
ولكـنْ على الشــرْعِ القـوانيـنَ فضَّـــلا
|
69
|
(3) آخـَـــرُ سَـــوَّى بينهُنَّ، (4) ورابعٌ
|
يُفـَضـَّـلُ شرعَ الله، لكن تــــقَـــــــــوَّلا
|
70
|
بتجويزِ غيرِ الشرع، (5) والأقبحُ الذي
|
يُحتـِّـــمُ حُـــكْمـــاً بالقوانيــــنِ مُسجِلا
|
71
|
(6) وســــادسُـها حُكْمُ البوادي وأهلِها
|
بحكـم ٍ عن الآبــــاءِ زُور ٍ تـُنـُقـِّـــــــلا
|
72
|
فإن يعترفْ بالـشــــرع حقـَّـــاً، ومُلزِماً
|
ولكنَّــــه يقضي بما شــــاء، أَوْ حَـــلا
|
73
|
فذلك شركٌ أصغرٌ، ليـــــس مُخْـــرِجـــاً
|
وذلــك كفــــرٌ دون كفـــــرٍ، فـَــفـَصـِّلا
|
74
|
وكــــلُ الذي قــــلنا لغير مُعَـــيـَّـــــــنٍ
|
وأمَّا لدى التــعيين فالشرطـَ حـَصـِّــــلا
|
75
|
بلوغٌ، وعقلٌ، واخـــتـيــارٌ، وَحُــــجـَّة ٌ
|
تـُـــــقامُ، وذِكـــرٌ، قاصِــداً، لا مُئِـــوَّلاَ
|
76
|
ويَـــمنـــعُ من تكْــــفيرهِ ضِــدُ ما مضى
|
فحُـــكْماً على الأفــــرادِ لا تـتـعَـــــجَّـلا
|
4- الولاء والبراء
77
|
(أ) وإن الــــوَلا للهِ حـُـــبَّـــــــاً، ونُصْرَةً
|
وطــاعـتُـــهُ، فاصدُقْ لرَبـِّكَ في الوَلا
|
78
|
وَوَال ِ رســــولَ اللهِ، والْــزَمْ طــريـــقـَـه
|
ووال ِ عمـــومَ المــؤمــنــيـنَ تـَذلـُّـلا
|
79
|
وَدِيـنـَكَ فانـْــصـُرْ، والكـتابَ، وسُــــنـَّة ً
|
بـطاقـتِـكَ القـُصـْوى، وكُـنْ مُـتحـَمِّلا
|
80
|
وطـــاوع وَلِـــيَّ الأمـــــرِ، واحْذرْ خِلافه
|
وتابـــع سـبيلَ المـؤمنينَ المُوَصـِّـلا
|
81
|
بِـهِــمْ فـَـتـَشــبـَّــهْ، واهْـتـممْ بأمُــــورهم
|
وخُـذْهـمْ أخِــلاَّءَ، ومـــنـــهم تـَــأهـَّلا
|
82
|
(ب) ومن يُِـحْبـِبْ الكـفـَّارَ للكــفرِ راضياً
|
بِـمِــلـَّتِــهمْ يكـــفرْ مُــهاناً، ويُـخـْــذلا
|
83
|
(ج) ومن نَصَرَ الكفـَّارَ، واصْطف َّ مَعْهمُ
|
عـلينا فبـالكـــفـــار أمســـى مُـمَــثـَّلا
|
84
|
(د) ومن طاوع الكُــفـَّار في الكفر طائعاً
|
تـَبـِيعــاً فبـالكـُفـْر ِ الصُـراح ِ تسَرْبَلا
|
85
|
ومن في الذنوبِ والمــعــــاصي أطاعهم
|
ومن شـَابـَه الكفـــارَ، لكــن تنـَصـَّـلا
|
86
|
من الكــفر، بـــل أقـرَّ بالــــذنبِ عــارِفاً
|
فـَحـَظـَّاً من الإشراكِ الاصْغر ِ حَصـَّلا
|
87
|
(هـ) ومن يتـَّـخذْهـــم أصْدِقـــا، وأحِـبـَّة ً
|
فبالـوَيْــلِ يدْعــو في القيامةِ مُـعـْـوِلا
|
88
|
كمـن هنـَّــأ الكـُفـَّـــارَ في يـــوم عــيدِهم
|
ومن عاونَ الكفار في الجَورِ مُبْطـِلا َ
|
89
|
(و) معاملـة ُ الكفـَّـار بالبيعِ، والشـِّـــــرا
|
ونحـــوهــمـا مـــا كــان حِلاَّ فحـَلـِّلا َ
|
90
|
وبِرَّهــــم بالقِـــسْـــطِ إنْ لــم يُـقــاتِـــلوا
|
وأهْـدِ، ومنــــــهمْ الهدايا تـَـــقـَـــبـَّلا
|
91
|
وليس بحبِّ القـومِ، بل هــــو دعــــــوة ٌ
|
ومـصلـحة ٌ تـُـرجَى، فلا يَخْدِشُ الوَلا
|
5- الإيمان بالملائكة والكتب والرسل
(أ) الإيمان بالملائكة
92
|
(1) ونـؤْمِنُ بالأملاكِ من خَلْق ِ ربـِّنَا
|
(2) من النورِ صِيغـُوا، ليس طِيناً مُصَلْصَـلا َ
|
93
|
وليـــسوا بنــاتِ الله، بِئـْــسَتْ مقـالة ً
|
وَمَنْ أَلـَّـــــه َ الأمـــــلاكَ ضـَــــــل َّ مُــجَــهـَّلا َ
|
94
|
(3) مُطِيعونَ، لا يعْصونَ أمْرَ مَليكِهمْ
|
فجـــــبريــــلُ مــنـْهـُم، وَهْــو بالـوَحْـي وُكـِّلا َ
|
95
|
وبالقـَــطـْــرِ مــيــكـالٌ، وبالقبر ِ مُنْكَرٌ
|
نَكيرٌ، وإســــرافـيلُ بالصور ِ، فاعْــــقـِــــــلا َ
|
96
|
ورِضـْـــوانُ للجــناتِ، للنـــار ِ مالــكٌ
|
فصَــدِّقْ، وآمِــــنْ مُـجْـــمَــــلاً، ومُـفـَـــصـَّـلا َ
|
(ب) الإيمان بالرسل.
97
|
(4) وآمِـــنْ برُسْــل ِ اللهِ، مِـنْ وُلْـــدِ آدمَ
|
بـِتـَبْلــيغ ِ شــــرع ِ اللهِ قامـــوا تـَحـَمـُّلا َ
|
98
|
عـِـبــادٌ له، لا يـُعـْبـَــدونَ، وإنـَّهـُـــــــــمْ
|
من الذَنـْبِ معْـصـُـومون، قـُدوة ُ من تـَلا َ
|
99
|
فآمـِـــــنْ بهـــمْ طـُــرًّا، فإنـــكارُ واحــــدٍ
|
جـــحــودٌ بـهــم طـُـرّاً، وباللهِ مـُـــرسِــلا َ
|
100
|
فـَــمَـــا ثـَمَّ تـَفـْـــريقُ بالايــمـــان ِ بينهُم
|
وإن كانَ بعضـُهـُم على البعـِض ِ فـُضـِّلا َ
|
101
|
(5) فآمِنْ بِرُسْل ٍ فـُضـِّلوا -فادْر ِ- خمسةٍ
|
وعِشرينَ، والباقونَ في الذِّكر مـُجـْمَــــلا َ
|
102
|
(6) وآمِـــنْ بخـيرِ ِ المــــرسَــلينَ مُحمداً
|
وتابـِعْهُ، واسـْلـُـكْ ذا السبيلَ المـُسـَبـَّــــلا َ
|
103
|
فذلــك مفـْـروضٌ لـكــــلِّ مـُـكـَـــلـَّــــــــفٍ
|
إليه نـَمـَا ذِكــــرُ الحــبـيــبِ، ووُصـِّـــــلا َ
|
104
|
(7) والاســلامُ ديــنُ الأنـبياءِ جمـــيعـِهمْ
|
فـــــوحـِّــــــدْ إلـــــهَ العــــالـمينَ مـُهـَلـِّلا َ
|
105
|
ومَــــن حسِــبَ اتـَّــباع شـــرع ِ مُحمــــدٍ
|
له ليسَ مـُلْزِمـًا ففي الكُـــفـْـر ِ أُوحِــــــلا َ
|
106
|
(8) ومَـــنْ يدَّعــــــي بعــــد النبيِِّ نُـبُوةً
|
فقد جـــاءَ بــالـزور ِ الصـُّراحِ مـُخـَطـَّلا َ(5)
|
107
|
كَـعَـبْـدِ البَــــهَا، ومَنْ يُصـــدِّقـْه كافـِــــــرٌ
|
فبالمـــصطـــفى خـَــتْــمُ النبيينَ، فاعـْقـِلا َ
|
(ج) الإيمان بالكتب
108
|
(9) ونــــؤمِــنُ أنَّ الله أنْـــزَلَ كـــتْبَـــــهُ
|
علــى رُسْــلِـــه قـَــوْلاً من اللهِ مـُنـْزَلا َ
|
109
|
فتوراةُ موسى، ثم الانْــــــــجيلُ بعــــــده
|
زَبُـــورٌ على داودَ يُتـْــــلىَ مـُرتـَّـــــلا َ
|
110
|
وصُــحْــفـــاً على موسى، ووالِــدِ الانبيا
|
وآخـِــرهـُا القـُــرآنُ هـَيـْمَنَ، واعـْتـَلا َ
|
111
|
ففي الكُتـْــبِ شـــرعُ اللهِ، وهْي كلامـُـــهُ
|
فـَما حـُفِظـَتْ إلا القــــــرانَ المـُبـَجـَّلا َ
|
112
|
(10) فقد حـَـــرَّفـَتْ أيديـهِـــمُ، ولِسانُهُم
|
كمــــا حـَـــرَّفوا منهـــا المعاني تـَأوُّلا َ
|
113
|
(11) فما خالف القرآن فاحـْكـُم بنسـْخـِهِ
|
وهلْ يعمَلُ الواعي بحـُـــــكـِمٍ تـَــبـَـدَّلا َ
|
114
|
(12) وقرآنـُنَا لـَفْظـاً ومعنىً، حقيــــقة ً
|
من الله، لم يُخـْلـَقْ، فـَدَعْ مـَنْ تـَعَزَّلا َ(6)
|
6- الإيمان باليوم الآخر
115
|
(1) ونؤمنُ بالجنـَّاتِ، والنـَّار، لا امـْتـِرا
|
فـَأوجـِــدَتا، مــوعودتان ِ بالاِمْتـِلا
|
116
|
(2) فـَحـِسٌ، ومعنـًى شـِقـْوَةٌ وسعـــادة ٌ
|
وتحقيقُ كيفيـَّاتِها لن يـُحـَصـَّـــلا َ
|
117
|
ورُؤيَة ُ وجـــــهِ اللهِ أعلـــــى نَعيمـِــــها
|
ولنْ تـَفنـَيـَا، فاجهدْ لذلك واعْمَلا َ
|
118
|
(3) ونؤمنُ بالحـــوض ِ الذي لِنبـــــيـِّنا
|
لقـد طابَ للأبرار ِ وِرْداً، ومَنـْهـَلا َ
|
119
|
ونؤمنُ بالصـِّــــراط ِ كالســــيفِ حَـــــدُّهُ
|
فيا ربـَّنا أنْج ِ الضعيف، وأوْصـِلا َ
|
120
|
ونؤمـــــــنُ بالميــــــزان ِ بالقِسْطِ وزنـُهُ
|
فمــا أرْحَـمَ الربَّ الكريمَ، وأعـْدلا َ
|
121
|
ويشفعُ في فصْــــل القضـــــــاءِ مـــحمدٌ
|
ويشفــعُ فـي أهل ِ الكبائر ِ والبَلا َ
|
122
|
(4) وبعدَ سـُــــــؤال ِ القبر ِ يأتي عذابـُهُ
|
كـــــذاك النعيمُ، فاسـْتـَعدَّ، لِتـُسْألا َ
|
123
|
ألمْ يأمــــــرْ المختـــــارُ قال: تـَــــعـَوَّذوا
|
فمنْ شك فيه، أو تـَهــاونَ ضـُلـِّلا َ
|
& الإيمان بأشراط الساعة
124
|
(5) وآمِنْ بأشــراطِ القيـــامةِ كلـِّـــــها
|
فمنْهُنَّ عشرٌ عن حُذَيفـَة َ، فاقـْبـَلا َ
|
125
|
فيأجوجُ، مأجوجٌ، خـُسـُــــــوفٌ ثلاثة ٌ
|
دُخانٌ، وما دبـَّتْ، مَسيحان ِ أُنْزِلا َ
|
126
|
كذاك طـُلوعُ الشمسِ من نحــو مـَغرِبٍ
|
ونـارٌ تـَسوقُ الناسَ سـًوْقاً مُهَوِّلا َ
|
127
|
فمنْ جحدَ الحقَّ استحـــقَّ ضـــــــلالة ً
|
وقـُـــــبـِّحَ مَنْكوسَ العقيدةِ أخـْطـَلا َ
|
128
|
(6) وليس سِوى الرحمن ِ يعلمُ وقتـَها
|
فـَجبـــــــــريلُ للتـَّعليمِ جاء؛ ليسْأَلا َ
|
7- الإيمان بالقضاء والقدر
129
|
ولـِلقَـَدَر -اعْلمْـــها- مراتِبُ أربـــــعٌ
|
(أ) فأَوَّلـُهــا العِلمُ الذي كــان أَوَّلا َ
|
130
|
بما كان قـَبْـــــلاً، والذي هو كائــنٌ
|
وما سيكـونُ، والذي ما تـَحـَصـَّلا َ
|
131
|
لئـِنْ كان كيـْفما يكونُ؟ كســــــائل ٍ
|
رُجـُوعـاً إلى الدنيـا ذليلاً، لـِيعْمَلا َ
|
132
|
(ب) وقدْ خـُط في اللوْح الذي هو كائنٌ
|
وما خـُط َّ في المحفوظ لنْ يتـبدَّلا َ
|
133
|
وقد كان يـومَ القبــضَـتـين ِ كتابة ٌ
|
وســاعـة َ تخـْليق ِ الجَنين ِ مُعدَّلا َ
|
134
|
وساعة َ نفخ ِالروح، والقـَـدَرُ الذي
|
لـدى ليلـةٍ فيها القرانُ تـَــــــنـَزَّلا َ
|
135
|
وفي كل يومٍ يَــــقـْــدِرُ اللهُ ما يشا
|
فما يَشَأ الرحمنُ في الكون ِ يَفعـلا
|
136
|
وأنت بما خـَطَّ الملاكُ مُحـاسَــبٌ
|
وإن كان طِبقاً للذي خـُــط َّ أوَّلا َ
|
137
|
(ج) وثـالثُ تـلك المرتباتِ: مشيئـةٌ
|
فـَكـُل ٌّ لـه طــوعاً وكـَـرْهاً مُذلـَّلا َ
|
138
|
وأفـــعالُ كــلِّ الكـائــناتِ، وحالُـها
|
بما شاءَ ربُّ العرشِ، ليس بما حلا َ
|
139
|
وَثـَـــمَّ إرادتـــــــــان، أمـَّـا إرادة ٌ
|
فـَكوْنيـَّة، وهي التي الكُلَّ تـَـشْـمَلاَ
|
140
|
فما كان من خير ٍ، وشـرٍّ فـَخـلْقـُـهُ
|
وأمـَّا الذي يرضاه ربِّي ويَقـْبـَلا َ
|
141
|
فشرعية ٌ، ثـُمَّ الحسابُ بحسْبـِــها
|
فمن وافق الشرعيَّ أفلحَ، واعتـَلَى
|
142
|
فإيمانُ ذي الإيمان ِ عَــمَّـهُما مــعاً
|
وخالفَ ذاتَ الشرعِ ذو الكُفر مُبْتلــــى
|
143
|
(د) ورابعُها: خـَلْقٌ لأفـْعالِ خـلقـِْهِ
|
وقـُدْرَتِــهم، فاخـضع له مـُتـَــذلـِّلاَ
|
144
|
وما بين أُصـْبُعَيْنِ -فاعلم- قـُلـُوبُنـا
|
فمنْ شاء أنْجاهُ، ومن شاء حـَـوَّلا
|
145
|
ولِلعَبْدِ -فاعلمْ- قــــدرَة ٌ، ومشيئة ٌ
|
تكونُ إذا ما شـاء رَبـُّـــــــكَ أَوَّلا َ
|
146
|
بها تـَقـَعُ الأفعالُ، وهي اكتسابـُهُمْ
|
وليسَ اقتراناً ســـــاذَجَا، فتأمـَّلا َ
|
147
|
مُيَسـَّر ٌ الإنسانُ، ليسَ مُسَيـَّـــــراً
|
إذ الجَبْرُ طعْنٌ في العقيـــدةِ مُبْطِلا
|
148
|
ويطْعَنُ في التوحيدِ إطـلاقُ خِـيرَةٍ
|
فَلا تَكُ جَبْريـّاً، ولا مُتـــــــــعـزِّلا َ
|
149
|
من اعتقدَ الأسبابَ تـُغـني فمُشْــركٌ
|
ومَنْ أهْمَلَ الأسبابَ فالعقـْلَ أهْمَلا َ
|
150
|
يريدُ الإلهُ الشـــيءَ، والعبـْـدُ فاعـِلٌ
|
ومُنـْفـَعـِلٌ فيه، فـَدَقـِّقْ، لِتـَعــقِـلا َ
|
151
|
إذ ْ اللهُ يَـهْدي العبدَ، والعبدُ يَهْتـَدِي
|
يُصَلي، وربُّ العرشِ قـَويٌّ، وسَهـَّلا َ
|
152
|
ولا يظــــــــلمُ الرحـمنُ مثـقالَ ذرَّةٍ
|
فما أحكمَ الرحمنَ ربِّي، وأعْـــدلا َ
|
153
|
ولوْ عـَذَّبَ العُبـَّادَ فالحُكْــم عــادِلٌ
|
ولوْ رَحِمَ العُبـَّاد كان تـَفـَـضـُّــلا َ
|
154
|
وَيـُحْتـَجُّ بالأقدارِ عندَ مُصيـــــــبَةٍ
|
وذنْبٍ إذا ما تابَ منه، وأقـْبَــــلا َ
|
155
|
فإنْ يَحْتَجـِجْ قبلَ المتــــابِ لذنْبـِهِ
|
فقد صارَ بالشيطان ِ فيه مُــمَـثـِّــلا
|
156
|
ولا يُسْألُ الرحــمنُ عن فِعْلِهِ، فلا
|
تخـُضْ بالهوى والعَقـْلِ، والقـَدَرَ اقـْبَلاَ
|
8- مسائل الإيمان والكفر
157
|
(1) وإيمانـُنا قـَــــــــــــوْلٌ، وفِعْلٌ(7)يده
|
تـُقـَـــــــاكَ، وبالعِصْيان ِ يذهبُ مُسْفِلا َ
|
158
|
وأركانَ الإيمان ِ اعْتـَقِدْها مُصَـــــــــــدِقاً
|
وذلك قـــــــــــــــــــولُ القلبِ، ثمَّ تـَوَكَّلا َ
|
159
|
مع الحُبِّ والإخـْــلاصِ، والخوفِ والرَّجا
|
فذلك من أعمال قـَلــــــــــــــبـِكَ، فاعْمَلا َ
|
160
|
وقـَوْلُ اللسان ِ: النـُّطـْقُ، فانطِقْ شهـــادةً
|
يَزيدُ بإقــــرارٍ بأحمَــــــــدَ مُرسَــــــــــلا َ
|
161
|
كذا كلُّ تـَفضيلٍ أتاكَ فكُـــــــــــــنْ بـــــــهِ
|
مُقِــــــــــــرَّاً، فيـــــــزدادَ اليقينُ، ويَكْمُلاَ
|
162
|
وفِعلُ اللسان ِ: الأمْرُ والنـــــــهي، فأمُرَنْ
|
ولا تـَكُ أعمالَ الجـــــــــــــوارح ِ مُهْمِلا َ
|
163
|
وأعَمالُ قلبٍ، واللسان ِ تفاوتـــــــــــــــَتْ
|
وأعمالُ جســـــــــمٍ، فاطـْلُبَنْ كلَّ ما عَلا َ
|
164
|
والإيمانَ أعمالَ الجــوارح ِ سمـِّـــــــــــها
|
وفـــــي وَفـْـــدِ عبدِ القيْسِ ما كان دَلـَّلا َ
|
165
|
(2) ومن مات بالتوحيدِ حتـَّى ولو عصى
|
سينجو إلى الجَـــــنـَّـــات يوماً، ويُدخـَلا َ
|
166
|
(3) ومن مات بالإشراكِ بعدَ بُلـــــوغِها(8)
|
سيَخـْلُدُ في النيـــــــــــران ِ، لن يَتـَحوَّلا َ
|
167
|
ومن مات بالإشراكِ قبلَ بلــــــــــــــوغِها
|
فذلكَ في أرض ِ القيامــــــــــــــــةِ يُبْتـَلَى
|
168
|
(4) ولا تـُكْفِرَنْ عَبْداً بِفِــــــعْـــلٍ كَبِيــــرةٍ
|
ولو لــــــــمْ يَـتـُـبْ إلا إذا ما تــــَحَـلـَّلا َ(9)
|
169
|
ولا يسْتـَحقُّ الخـُلْدَ في النــــــــــار ِ مُسلمٌ
|
ولكنَّ إيمانَ الفتى قـَدْ تـَـــــــسَـــــــــفـَّلا َ
|
170
|
(5) إلى جَنـَّة المَأْوَى لأول وَهـْـــــــــــلـَةٍ
|
فتـًى خـَيْرُهُ في الوزن ِ قد كـــــان أثـْقـَلا َ
|
171
|
فإنْ تتساوى الكِفـَّــــــــتان ِ فـَذلِكُـــــــــــمْ
|
يقُومُ على الأعــرافِ حتى يُــــــــحَـــوَّلا َ
|
172
|
ولكن إذا ما السَّــــــــــــيئاتِ تـَـــــرَجَّحَتْ
|
فهذا اسْتـَحقَّ النــــــارَ عَــــدْلاً مُــعَـــدَّلا َ
|
173
|
(6) ولكنـَّه تحْتَ المشيــــــــــــــئةِ، عَلـَّهُ
|
يُنـَجـَّى من النِّيران ِ مَنْ كانَ أُهـِّــــــــــلا َ
|
174
|
وقدْ يَدْخـُلُ النـِّيرانَ ليسَ بخــــــــــــــــالدٍ
|
فيا سعْــــــدَ مَنْ رَجـّــــَى الكريمَ، وأمـَّلا َ
|
175
|
(7) ومن يَأْبَ نُطـْقاً بالشهادةِ قــــــــادِراً
|
على النـُّطق ِ يَكْفـُرْ، خالِداً مــع منْ صَلَى
|
176
|
(8) وتارِكُ رُكن ٍ غيرَها مُتَكاسِــــــــــــلاً
|
ففيه اجْـــتِـهادٌ حُقَّ أن يـُتـَــــــحَــــمـَّــلا َ
|
177
|
ويَكْفـُرُ عندَ القومِ إن كان جـــــــاحِـــــــداً
|
(9) وتـَــكــفيرُ أهل ِ الزَّيْـغِ رأْيٌ تـُنـُقـِّلا َ
|
178
|
كَمُعتزلٍ، والرافِضِــــــــــيَّ، وخــــــــارج ٍ
|
فلا تـُــكْـفِرَنـَّهُم بالعُمومِ، وفـَــــصـِّــــــلا َ
|
179
|
(10) إذا ثبَتَ الإســــــــلامُ حُـكْماً لواحدٍ
|
فلا تـَـــــرْمِهِ بالكُـــــفر ِ ظـُـلْماً، وأمْهـِلا َ
|
180
|
وبَلـِّغـْه، وانْصَحْهُ بظــــــاهِرِ حُـــــــــجـَّةٍ
|
مُخـَالفُها يستوجِبُ النارَ مَــــــدْخـَـــــــلا َ
|
181
|
(11) ومن شَهـِدَ الشهادَتين ِ فمُســـــــلِمٌ
|
وفـَــــــــَرْعٌ لأصلٍ مسلمٍ، معه عَــــــــــلا َ
|
182
|
فمَنْ يتَوقـَّفْ فيهــــما فـَمَـــــوسْــــــوِسٌ
|
ومُبْتـَدِعٌ ما زال فِـــــــــيـْــنا مُـبَـــلْــبَــلا َ
|
183
|
وإن كانَ ذا كُفـِرٍ، وقـــــــــــــــــالَ شهادةً
|
فـَيُحدِثُ معْهــــــــــــــــا توْبةً، وتـَنَصـُّلا َ
|
184
|
(12) لمن قامَ بالأركانِ حَقٌ، وعـِــصْمَة ٌ
|
ومَنْ نَقَــــــــــضَ الأركانَ هانَ، وحُلـِّلا َ
|
185
|
(13) ولا تـَسْتـَهـِنْ يوماً بتكْفيرِ مُــــسلِمٍ
|
فَيـُــــــــــردَدْ عليكَ القـَولُ رَدّاً مُعَجـَّلا َ(10)
|
9- العقيدة في الصحابة والخلافة والإمامة
186
|
(1) وخيـــرُ عبـــادِ الله من بعْدِ الانبيا
|
صـــحابـــة ُ خــير ِ الخلق ِ جيلاً مُفـَضـَّلا َ
|
187
|
وأوْلاهُم بالفـَضـْل ِ والـذِّكْـر ِ عشـــــرةٌ
|
فبَــــــــــــدْريُّهُمْ، ثــــم المُبايِعُ في المَلا َ(11)
|
188
|
وأزْواجُهُ الأطهارُ من أهْــــــــــل ِ بيتِهِ
|
نـُبَــجـِّــلـُـهُم، لكنْ نـُـــــــــــجانِبُ من غـَلا َ
|
189
|
فأحْبـِبْهُم، واعْرفـْهُم، وتـَوَلـَّــــــــــــهُم
|
وكــــــــــــنْ لـهم في العـــــــالمينَ مُبَجـِّلا َ
|
190
|
(2) قد استـُخْلِفَ الصديقُ بعد نبـــــيـِنا
|
ومن بعدِهِ الفاروقُ، عثمـــــــــــانُ قد تـَلا َ
|
191
|
وجاءَ عليٌّ في الخلافةِ رابـِـــــــــــــــعاً
|
فمـــــــن شكَّ في تلك الخلافةِ ضـُـــــلـِّــلا َ
|
192
|
(3) مُقـَدِّمُه من قـَبْل ِ عثمانَ مُخـْـــطِئٌ
|
(4) وأمَّا على الشيخينِ فالرفـْضَ حَصـَّلا َ
|
193
|
(5) وأمْسِك عن الشرِ الذي كان بينهم
|
لِمقتـَل عثمان ِ الحيـــــــاءِ، وأَجْمِــــــــــلا َ
|
194
|
فأكثرُ ما يُروَى تخـــــــاليط ُ شـــــانِئ ٍ
|
فـَدعْ عنكَ قولَ الشانئــــــــــــــينَ، وأبْطـِلا َ
|
195
|
علـــــيٌّ إمــــــــامٌ جاهِــــــــدٌ، ومُجاهِدٌ
|
مُصـــــيبٌ، له أجران ِ، بالحـقِّ قـَــتـَّـــــــلا َ
|
196
|
معاويـة ُ الحِـلم ِ الأمــــينُ ابــنُ عمِّـــهِ
|
له مُفرَداً أجْرٌ، وسُـــومِحَ، واعْــــتـَــــلَـــى
|
197
|
تأمـَّرَ أهلَ الشامِ عشــــــرينَ حِـــجـَّــة ً
|
مِن الخُلفاءِ الـــــــراشدينَ مُــــــخـَـــــــوَّلا َ
|
198
|
وعِشرينَ أخرى يحكمُ النــاسَ بالتـُّقـَى
|
فبُورِكَ خالُ المؤمنينَ مُبـَـــــــــجـَّــــــــــلا َ
|
199
|
ومن سَــــبَّ أصحــــابَ النبيِّ فقـُل له:
|
ألا لَــــعَــنَ اللهُ الخبيثَ المُخـَـــــطـَّــــــــــلا َ
|
200
|
أرادَ انتقاصَ الوَحْــــي ذِكْراً(12) سُنـَّةً
|
فـَسَــــبَّ رُواةَ الوَحْـــي، كَــــيْ يَـتـَــوصـَّلا َ
|
201
|
(6) ولا تعْــتـَــقـِـد بعد النبيينَ عصْمة ً
|
فمنْ بعد رُسْـــــل ِ اللهِ بالذَّنـْــبِ مُـبْـتـَـلَــــى
|
202
|
ومنهم إمَامٌ، بَلْ وَلِـــــيٌ، وصَـــــــاحِبٌ
|
بصُـــحْــبَــةِ خير ِ الخـلْـق ِ فــــازَ مُفـَضـَّلا َ
|
203
|
(7) وليسَ ولِـــــيُّ اللهِ إلا من اتـَّــــقى
|
وحُـــلـِّـــــــــيَ بالإيمان ِ، ذا أجْمَلُ الحِــلـَـى
|
204
|
ينالون في الدَّاريْــــــــــــــن ِ كُلَّ كَرامَةٍ
|
فأحْـبـِــبْــــهُم، واحْـــذرْ طريقـــة َ مَنْ غـَلا َ
|
205
|
(8) ومَن ظـَنَّ للمخـْــــلوق ِ حَقَّ إلاهَةٍ
|
كَـمِـثـْـــــل ِ النـُّـصَـيرِيِّـيـنَ، أو مَن تـَقـَــوَّلا َ
|
206
|
بأنْ يَدَّعي بعــــــدَ النبــي نـُـبُــــــــــوَّة ً
|
ومَـــــن جَعَلَ الـــــــوَلِـــيَّ أعـْـلَـــى وأَكَمَلا َ
|
207
|
من الأنـبـِيا فالكُــــــــــلُّ بَــــاغ ٍ، وكافِرٌ
|
ولا تـُكْفـِرْ الزَّيْدِيَّ -فادْر ِ- المُـــفـَـضـِّـلا َ(13)
|
208
|
(9) وفـَرْضٌ عليْنا أنْ نـُقـِــــيمَ خِلافـَة ً
|
تـُــجَــمـِّــعُـــنـَـــا تحتَ اللـــــــــواءِ مُظـَلـِّلا َ
|
209
|
سَتـَرْجـِعُ في يَوْمٍ على مَـــنـْهَج ِ الهُدَى
|
كَـــمَـــا بَــشـَّـرَ المُخـْتارُ فيما تـُــــنـُـــقـِّــلا َ
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأسال الله الإخلاص والقبول، وليس المراد من ذيوعه: التشهير والتسميع عياذا بالله -تعالى-، إنما المقصود عموم الفائدة، والله المستعان.
(2) أصلها: فاقبلن بنون التوكيد الخفيفة، وهي تقلب عند الوقف ألفاً كقوله -تعالى-: (كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ)(العلق:15)، وقد نبهت على هذا حتى لا يظن ظانٌ أن الفعل مبني على السكون، وأنه نصب خطأ، وسيأتي نحو هذا كثيراً، قد تظن أن الفعل حقه الجزم أو الرفع وأنه نصب خطأ، وإنما هي نون التوكيد قلبت عند الوقف ألفاً.
(3) مسجلا، أي: مطلقا، يقال: أسجل الشيء بمعنى: أطلقه.
(4) احظلا، أي: امنع، والحظل هو المنع.
(5) مخطلا: أي: منسوباً على الخطل، محكوماً عليه به، والخَطـَل: خفة وسرعة، يقال: خـَطِل خـَطـَلاً، فهو خـَطـِلٌ، وأخـْطـَل، والخاطل: الأحمق العَجـِل، وهو أيضاً السريع الطعن، العَجـِلُهُ. [لسان العرب (11/209) مادة: (خطل)].
(6) أي: أخذ بقول المعتزلة، ووافقهم على عقيدتهم، فمن معاني صيغة: (تفعَّل): الاتخاذ، يقال: توسَّد الرجل الثوب، أي: اتخذه وسادة. [تيسير الصرف للحملاوي (8)].
(7) أقصد العمل، وإنما اخترت الفعل دون العمل لضرورة الوزن.
(8) أي: الرسالة.
(9) أي: استحل، فمن معاني صيغة: (تـَفـَعـَّلَ) (استفعل)، نحو، تـَعَظـَّم وتـَكبَّرَ. [الشافية في علم التصريف (1/20)].
(10) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ) رواه البخاري (6104)، ومسلم (60).
(11) أعني: أهل بيعة الرضوان.
(12) أي: القرآن، قال -تعالى-: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ((الحجر:9).
(13) أي: المفضل علياً -رضي الله عنه- على عثمان -رضي الله عنه-.