الحلقة التاسعة: خير الغافرين في مجلس المريض
أنت ولينا فاعفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين يا ولينا يا من هو أحنّ علينا من آبائنا وأنهاتنا. إن الأم لا يمكن أن تضع ولدها في النار فكيف وأنت أحنّ علينا من آبائنا وأمهاتنا يا رب العالمين! ولهذا جعلت المغفرة بأبسط العبادات كما جعلت كل أنواع الغذاء بأيسر أنواع الطعام بالتمر بالدُخُن بأرخص الأسعار جعلت المغفرة بأبسط العبادات منها أن تزور مريضاً. من منا لا يزور مريضاً ومن منا لا يجد إلى جانبه مريضاً من أهله أو جيرته أو رحمه أو أقرابه أو أصدقائه والمستشفيات الآن تيسر لك هذه العبادة بشكل عجيب. ما عليك إلا أن تزور المستشفى لكي تخرج بأطنان من الأجر لأنك إذا زرت مريضاً واحداً في بيته تأمل أن الملائكة قبل أن تخرج من بيتك والملائكة للعلم تسمع حديث النفس صوتاً عندما تقول مع نفسك سوف أزور فلاناً هم يسمعونها صوتاً، عندما تنوي بقلبك أن تصلي أو أن تتصدق لم تفعل بعد ولكنهم يسمعون نيتك التي حدثت بها نفسك يسمعونها صوتاً فيأتون يتجمعون يعرفون أنك ستخرج الآن من بيتك إلى المسجد فيتجمعون حولك يزفونك كالعريس. فإذا علموا أنك نويت أن تزور مريضاً احتشدوا أمام بيتك بالآلآف فإذا خرجت باتجاه هذا المريض أحاطوا بك وهم يقولون طبت وطاب ممشاك، طبت وطاب ممشاك طبت وطاب ممشاك إلى أن تدخل إلى بيت المريض ينتظرونك خارج البيت، تدخل أنت والرسول الكريم r يقول أولئك الخواضون في رحمة الله من دخل على المريض فقد خاض في رحمة الله وأنت هناك مغفور الذنب لا يبقى عليك ذنب غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وإذا دعى لك المريض فدعاؤه مستجاب. أيّ عبادة جميلة! من منا لا يشعر بالسرور عندما يعود مريضاً سواء كان حبيباً أو صديقاً أو غريباً الإنسان عندما يزور المريض يشعر براحة نفسية أنه أدخل السرور على قلب المريض. ولهذا في الإسلام إذا كنت طبيباً أو كنت عائداً للمريض وصار وقت الجمعة والمريض يحتاج إليك أو يأنس بك أُترك الجمعة وابقَ مع المريض، صلي في بيتك لاحقاً وإبقَ مع المريض. يقول رب العالمين: يا عبدي مرضت ولم تزرني فيقول العبد يا رب كيف تمرض وأنت رب العالمين؟ قال تعالى مرض عبدي فلان فلم تزره لو زرته لوجدتني هناك. تأمل أنك سوف تلقى الله عز وجل عند هذا المريض. أنت لما تدخل على المريض خضت في رحمة الله لأن الله موجود أي عبادة جميلة هذه أي عبادة رائعة تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. حقاً إنه سبحانه وتعالى خير الغافرين يسر لك المغفرة ويسر لك الجنة تيسيراً لا يحتمله عقل والله إن أباك لا يفعل معك هكذا ولا أمك فاشكر الله عز وجل الذي يسر لك كل هذه العبادات وجعل زيارة المريض أعظم من الحج والصوم والصلاة والجهاد بهذه العبادة الرائقة الجميلة تذهب إلى المريض تحييه وتعوده وتواسيه وتخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، حقاً عز وجل إنه خير الغافرين.