الحلقة الثامنة: خير الغافرين في السوق
اللهم أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ولأنك يا ربنا خير الغافرين أكرمتنا بكرم لا يمكن للعقل البشري أن يدركه. الله سبحانه وتعالى أكرمنا بعبادة جليلة عظيمة على سهولتها ويسرها في المكان الذي تتمتع به تماماً، هذا المكان هو الأسواق برغم أن الأسواق شر البقاع عند الله سبحانه وتعالى وأن المساجد خير البقاع عند الله سبحانه وتعالى لكن الله جعل في هذه الأسواق عبادات سهلة قصيرة تعادل عبادات كبيرة جداً منها أن تذكر الله في السوق، ذاكر الله بين الغافلين أجره عظيم. الحديث في هذه الحلقة عن دعاء السوق. كلنا نذهب إلى السوق وكلنا نتمتع بالسوق إما بائعين أو شارين، إن كنت تبيع وتشتري فأنت تاجر متمتع بعملك وإن كنت متسوقاً فأنت متمتع بأنك تسوقت حاجاتك وما تريد لأهلك، في كلا الحالتين إذا قرأت دعاء السوق البسيط الجميل القصير الذي هو : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" ما يستغرق أكثر من دقيقة، في دقيقة يغفر الله لك ألف ألف ذنب ويكتب لك ألف ألف حسنة يعني يكتب لك مليون حسنة ويرفع عنك مليون سيئة. هذا عندما كان في المدينة سوق واحد نحن وصلنا إلى العصر الذي أخبر به النبي r قال:" لا تقوم الساعة حتى تتصل الأسواق" وهذا من علامات الساعة وفي العالم كله الآن المدينة كلها سوق وسابقاً كنت تخرج من بيتك تمشي لساعات على حمار على بعير على خيل أو بالسيارة لتجد السوق والآن السوق تحت بيتك ما إن تتحرك أربع خمس خطوات إلا وتجد السوق أمامك. إذا كنت كلما دخلت السوق وقرأت هذا الدعاء غفر الله لك مليون سيئة وكتب لك مليون حسنة ماذا لو ذهبت إلى السوق مرتين ثلاث أربع وهكذا أنت كل يوم بسيارتك كل دقيقة تمر بسوق أنت طيلة النهار تتنقل بين أسواق في هذا الزمان. ماذا لو أن الله تعالى وفقك بحيث أنك كلما دخلت سوقاً قرأت هذا الدعاء؟ معنى ذلك أنك في اليوم الواحد قد تكسب عشر عشرين مليون حسنة وقد يغفر الله لك عشر عشرين مليون سيئة أيُّ كرم هذا؟! وأي غافر وغفور وغفار رب العالمين؟! حقاً إنه سبحانه وتعالى خير الغافرين. بعد ذلك نفهم معنى قوله r عندما قال:" لا يدخل النار إلا شقيّ" كيف يأتي مسلم موحد من أمة محمد يدخل النار ورب العالمين سبحانه وتعالى أعطاه كل هذه الفرص؟ بدعاء ما يستغرق نصف دقيقة أو دقيقة إذا قرأته بشيء من التمعن والتأكيد مع حضور الذهن يكتب الله لك مليون حسنة ويرفع عنك مليون سيئة ولو زرت السوق مرتين ثلاث أربع عليك أن تحسب العملية. هكاذا هو خير الغافرين نحمد ونشكره والشقي من دخل السوق ولم يقرأ هذا الدعاء كم هو ظالم نفسه!.