المنظور الاسلامي للإدارة وتطوير الموارد البشرية
الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي
nasser_almuayli@yahoo.com
|
الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي |
يُعد العنصر البشري في مقدمة العناصر الرئيسية التي تقوم عليها إدارة المنشآت والإنسان، إضافة إلى أنه أسمى ما في الوجود حيث فضله الخالق جل شأنه على سائر مخلوقاته. في الوقت نفسه يمثل العنصر البشري طاقة إنتاجية تلعب دوراً رئيسياً في مساعدة المنظمات على تحقيق أهدافها المرسومة. من هنا فقد اهتمت المنظمات الإدارية بالأفراد العاملين، ونال الموضوع أيضاً اهتماماً بارزاً على الساحة الأكاديمية مما نتج عنه ظهور مجموعة كبيرة من الدراسات والبحوث المتعلقة بالموضوعات الفرعية لهذا المجال كالتعيين والتدريب والأجور والترقيات والحوافز وإعادة الهياكل التنظيمية والتسكين الوظيفي والرضا الوظيفي. وقد كان الإسلام سباقاً إلى الاهتمام بالفرد من حيث كونه إنساناً كرمه الله عز وجل بحمل رسالة عمارة الأرض، ومن حيث كونه عضواً هاماً في نجاح العمل الإداري وتحقيق فاعلية المنظمات الإدارية. لذا فإن نهج الإدارة في الإسلام يشتمل على أسس ومبادئ أنظمة عملية نظمت إدارة ذلك العنصر الهام واستثماره.
مكونات الإدارة
للإدارة أعمال وهي المعروفة بالعمليات الإدارية الأربع كالتخطيط، التنظيم، التوجيه والرقابة.
للإدارة مدير يوجه الأعمال والعاملين.
للإدارة هدف لابد من تحقيقه.
للإدارة موظف وموظفون يقومون بتحقيق الأهداف.
وهذه الأمور نجدها جميعاً في كل أنواع الإدارة سواء إدارة عامة (إدارة حكومية) أو إدارة خاصة (مؤسسات وشركات ربحية خاصة) أو إدارة دولية أو إدارة مؤسسات عامة أو مؤسسات خيرية. كما أن الأعمال في الإدارة يقوم بها المديرون والمنفذون، وهم يساندون بعضهم بعضاً لتحقيق الهدف المنشود لمصلحة الطرفين، وبدون ذلك لا تتحقق كامل الأهداف.
مبادئ عامة في الإدارة
الشورى: وهذا المفهوم يعتبر المرادف لمفهوم المشاركة في اتخاذ القرارات في الفكر الإداري الحديث.
النظرة الاستراتيچية: يقوم الفكر الإسلامي على بعد النظر والتفكير طويل الأجل ابتداءً من مفهوم أن الدنيا مطية الآخرة وأن سلوك الإنسان في هذه الحياة الدنيا له مدلولات واسعة في الحياة الآخرة والتي تقوم على ما فعله الإنسان في حياته، وقد حث الرسول المصطفى سيدنا محمد المسلمين على العمل.
الاهتمام بالفرد: يمثل الإنسان المحور الأساسي الذي يقوم عليه الفكر الإسلامي، إذ أنه خليفة الله في الأرض والمأمور بإعمارها، وقد سخرت له جميع المخلوقات لهذا الغرض. وهذا يعني أن الإسلام كرم الإنسان ورفعه إلى أعلى المراتب من بين الكائنات الأخرى.
الرقابة الذاتية: تقوم الرقابة في الإطار الإسلامي على مفهوم روحي متقدم لا ينطبق على الفلسفات الإدارية الأخرى وهو أن المسلم يعلم أن الله يراقبه في كل سلوكه. قال تعالى؛ }الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في السجدين| (سورة الشعراء، آية 218-219). وقال تعالى؛ }وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير| (سورة الحديد، آية 4). وقال تعالى؛ }إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء| (سورة آل عمران، آية 5). وقال تعالى؛ }يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور| (سورة غافر، آية 19).
السلطة والمسؤولية: تطرق لهما الفكر الإسلامي كعناصر أساسية في العملية الإدارية، وحتى التكليف بالنسبة للإنسان مربوط بالتفويض. قال تعالى؛ }إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسن إنه كان ظلوماً جهولاً| (سورة الأحزاب، آية 73).
القيادة: النظرة للقيادة في الإطار الإسلامي تتفق مع النظرة السلوكية السالف ذكرها والتي تجعل منها محوراً أساسياً لجميع وظائف الإدارة الأخرى، إذ أنها تعنى بصورة أساسية بالأفراد داخل المنظمة لدفعهم وتوجيههم نحو خدمة الأهداف الموضوعة. فالقائد في الفهم الإسلامي لا ينظر من عل إلى تابعيه بل يعتبر نفسه واحداً منهم يوفر لهم الرعاية والتوجيه اللازمين لتمكينهم من تحقيق مهامهم على الوجه المطلوب.
مصادر الإدارة الإسلامية
تستمد الإدارة الإسلامية أصول فكرها من مصدرين أساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ويمكن تعريف الفكر الإداري الإسلامي بأنه الآراء والمبادئ والنظريات التي سادت حقل الإدارة، دراسةً وممارسةً عبر العصور والأزمنة. ويعتبر فكراً إسلامياً ما يصدر من هذه الآراء والمبادئ والنظريات، وذلك بالاستناد إلى توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. كما يمكن تعريفه بأنه علم الإدارة المتوافق مع الإسلام، وهذا الفكر المتميز والمعتمدُ والمستمدةُ أصوله من الأصول الثابتة للفكر الإسلامي، القرآن والسنة.
سمات ومميزات الإدارة الإسلامية
الإدارة الإسلامية عالمية النظرة كالإسلام، فهي تدعو الإنسان للأخذ بالأسباب في الدنيا والعمل الجاد لإسعاد نفسه فيها. ومع ذلك عليه العمل الخالص لمقابلة المصير المحتوم في الآخرة بالإيمان الصادق والعمل الخالص بالدنيا. ويترجم هذا المعنى السامي الإمام علي، رضي الله عنه، بقوله؛ «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».
نظرة الإدارة الإسلامية للتنظيم نظرة شاملة لجميع أوجه النشاط البشري فهي تهتم وترعى كل أنواع النشاط وتقويه وتصلحه وتسخره للناس كافة حتى يستعينوا بذلك لعبادة الله عز وجل ولحياتهم في الدنيا والآخرة.
الإدارة الإسلامية ربانية، تطرح وتهزم كل الأطروحات والتنظيمات البشرية الأخرى، شرقية أو غربية، لأنها من لدن عليم خبير بأحوال البشر، يعلم السر وأخفى.
اهتمام الإدارة الإسلامية بالفرد والجماعة على أساس أنهم جميعاً أساس المجتمع الذي يجب أن ينظم أو يطهر سلوكه الظاهري والباطني، وبذلك يتحقق الخير والمنفعة للفرد والجماعة والمجتمع دون تمييز.
التفكير السليم القويم سمة وميزة للإدارة الإسلامية، والإداري المسلم الحق هو الذي يتمعن ويفكر في آيات الله وآلائه.
الفكر الإداري الإسلامي طُبق عملياً وأثمر ينعه وجنيت ثماره منذ عهد رسول الله سيدنا محمد . وهذا التطبيق المتكامل شمل كافة المؤسسات (الإدارات والدواوين) التي ظهرت في عهده ومن جاء من بعده من الخلفاء الراشدين. وتظل إمكانية تكرار هذا التطبيق سانحة لأن مصادره باقية، والمطلوب ظهور الأشخاص الذين يقتدون بالسلف الصالح في سيرته ويأخذون بما آتاهم الله من قوة وسلطان وإمكانات هذا الزمان.
إن أعظم إدارة عرفتها البشرية منذ آدم هي الإدارة الإسلامية بقيادة قائد البشرية وإمامها إلى الحق، سيدنا المصطفى محمد بن عبد الله الذي حقَّق الله سبحانه وتعالى به جميع الشروط الواجبة للمدير والقيادي الناجح.
ولو نظرنا في أي جانب من الإدارة كأمثال التخطيط أو القيادة أو الاتصال والتحفيز أو بناء الولاء أو الرقابة أو التنظيم أو الإبداع وغيرها الكثير والكثير لوجدناها ظاهرة في صورة مثالية وبسيطة وتلقائية في آن واحد في تطبيق المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين الكرام رضي الله عنهم. ومنها:
السلوك المستقيم: يكون سلوك القائد سلوكاً سليماً عندما يكون نابعاً من القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة والأعراف المجتمعية التي توافق شرع الله تعالى، فيكون طيب الذكر بين الناس. ولذلك كان كل القادة الذين قادوا البشرية إلى الخير والحق من سلفنا الصالح ومن تبعهم بإحسان، كانوا ممن شهد لهم الجميع بالسلوك القويم.
التعاون: أكد الإسلام في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة على أهمية التعاون وإفشاء روح المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي كله. وكان تأكيد الإسلام على أهمية التعاون على الخير إشارة إلى أهمية ذلك في صلاح الأفراد وصلاح المنظمات صغيرة كانت أم كبيرة.
المساواة والعدل: مساواة الأفراد والعدل بينهم وبين بعض من حيث التعامل وتكافؤ الفرص عامل أساسي في تحقيق مبدأ العلاقات الإنسانية الطيبة والبعد عن الحقد والحسد والغيرة. وقد أكد الدين الإسلامي على أهمية ذلك في مجال الخدمة العامة ابتداء من اختيار الأشخاص وتعيينهم في الوظائف العامة الذي شدد الإسلام على العدل وتكافؤ الفرص والأخذ بمبدأ الجدارة فيه وانتهاء بإنهاء الخدمة والتسريح بالإحسان.
الصدق والأمانة: الصدق والأمانة ميزتان أساسيتان لقيام علاقات إنسانية قوية في أي مجتمع، إذ بدونهما لا يمكن أن تستطيع أي منظمة تحقيق علاقات إنسانية وطيدة وثابتة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» (متفق عليه). ومن أعظم مظاهر هذه الأمانة، أن يتحلى القائد بالمصداقية، وهذه المصداقية تظهر فيما يلي:
صدق الحديث: فإن تحدث القائد تحدث بالحق والصدق، صدق المعاملة؛ فلا يغش ولا يخدع، ولا يزور، ولا يغرر مهما كانت المصلحة أو النفع المتحقق له ولأتباعه.
صدق العزم والتصميم: فإذا عزم على فعل أمر فإنه لا يتردد بل يمضي في عمله غير ملتفت لمثبط أو معوق.
صدق الوعد: فإذا وعد أنجز وعده.
صدق الحال: فالقائد لا يظهر خلاف ما يبطن، ولا يلبس ثوب الزور، أو يمتطي جواد النفاق، فلا يرائي ولا يتكلف. ولذلك جاء القرآن يحذر من انفصال القول عن الفعل، فجاء تحذير المولى تبارك وتعالى للمؤمنين في قوله تعالى: }يأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون| (سورة الصف:آية: 2-3).
المحبة والألفة: سبق هذا الدين العظيم المفاهيم الإدارية المعاصرة في التأكيد على أهمية المحبة والألفة بين أفراد المنظمة، وهما عاملان أساسيان في تنمية وتطوير المنظمات الاجتماعية الصغيرة والكبيرة. بل إن الإسلام يجعل محبة الآخرين جزءًا متمماً لإيمان الفرد بالله سبحانه وتعالى.
عقدية الفكر والأصل: الإدارة في الإسلام جزء لا يتجزأ من النظام الكلي للكون، فالإسلام دين ودولة. وبذلك فهو يمثل نظاماً شاملاً لكافة شؤون الحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. ومن ثم فإن أي نشاط اجتماعي يقوم به الفرد أو المجتمع لابد وأن ينطلق من المفاهيم والمبادئ والأصول العامة للدين الإسلامي، فليس هناك دين وسياسة أو دين واقتصاد بل إن هذه المجالات كلها جزء لا يتجزأ من الدين، وهذا يقتضي رفض كل عمل أو نشاط يتعارض بأي حال من الأحوال مع مبادئ الدين وأصوله.
الثبات والاستقرار: تكمن قوة ومتانة النظرية الإدارية في الإسلام في كونها ثابتة ومستقره، صالحة لكل زمان ومكان، وهي بهذا لا تتأثر بتغير الظروف السياسية والاقتصادية والمفاهيم الاجتماعية، بل على العكس من ذلك فإن العقيدة الإسلامية نفسها توجه هذه المفاهيم وتعمل على تكييفها بما يتلاءم والمبادئ الإسلامية العامة. وبمعنى آخر فإنه مهما تغيرت القيادات السياسية والأيديولوچيات والمفاهيم الاجتماعية والاقتصادية، ومهما تباينت المصالح، فإن الأصول الشرعية التي تحكم علاقة الإنسان بربه وعلاقته ببني جنسه من ناحية وإدارته لشؤون حياته الاجتماعية والاقتصادية من ناحية أخرى تبقى على مر العصور كما هي لا يجوز لأحد التحريف فيها أو تغييرها.
العمومية والشمول: من أبرز ما يميز الشريعة الإسلامية أنها جاءت بنهج كامل وشامل لكل مناحي الحياة البشرية، وهي في الوقت ذاته دعوة و منهاج حياة لكافة بني آدم على اختلاف أجناسهم وألوانهم وثقافاتهم، فهي تسمو عن الإقليمية أو العرقية إلى البشرية كافة في كل زمان ومكان.
المرونة: رغم خاصية الثبات والاستقرار لنظرية الإدارة في الإسلام إلا أنه يمكن وصفها أيضاًُ بالمرونة والتجدد. فالإسلام كشريعة ونظام حياة يتضمن أصولاً ومبادئ ثابتة لا يتغير بتغير الأزمان والأحوال، إلا أنه أيضاً أعطى الإنسان حرية العمل والتفكير ووضع الأنظمة والتشريعات التي تتعلق ببعض أوجه الحياة شريطة أن لا يكون قد ورد فيه نص تفصيلي وأن لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع الأصول والمبادئ الإسلامية الواردة في الكتاب والسنة أو إجماع أئمة المسلمين. ولذا فإن الشريعة الإسلامية تضمنت الأصول والمبادئ الرئيسية للعبادات والمعاملات، وتركت للمسلم حرية التصرف والاجتهاد في كثير من الأمور الحياتية في حدود إطار ومنهج الشريعة حتى أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، نفسه وهو إمام هذه الأمة كان يشاور أصحابه في كثير من الأمور.
التركيز على التخطيط الإداري: التخطيط للمستقبل القريب أو البعيد واجب ديني في الإسلام يلزم كل من الفرد والمنظمة الأخذ به والعمل بمقتضاه بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى. وهذا يعني أن الأخذ بمبدأ التخطيط في الإسلام ليس أمراً اختيارياً كما هو الحال في النظم الإدارية الوضعية، فالمنظمة في الإسلام ملزمة بإعداد الدراسات العلمية اللازمة لاستشراق المستقبل ومن ثم التخطيط المتأني والمدروس لمواجهة الظروف المتوقعة في المستقبل القريب والبعيد.
مشروعية الهدف: تتميز الإدارة في الإسلام عن غيرها من النظم والنظريات الإدارية الوضعية بأنها لا تقتصر فقط على شرط وجود هدف واضح ومحدد لإنشاء المنظمة. ومن هنا يمكننا القول إن التنظيم الإداري في الإسلام يتميز عن التنظيم الإداري الوضعي في سمو هدفه بينما يقتصر الثاني على ضرورة وجود الهدف فقط.
أصول التنظيم الإداري في الإسلام : وهذا يعني أن إنشاء المنظمات وعملية التنظيم الإداري في الإسلام لابد وأن تأخذ في الاعتبار المبادئ والأسس الشرعية ذات العلاقة بالتنظيم، مثل مبدأ التدرج الرئاسي والطاعة بالمعروف، مبدأ تكافؤ السلطة والمسؤولية، مبدأ تحديد السلطة والمسؤولية، ومبدأ تفويض الصلاحيات.
التدرج الرئاسي للسلطة: تدرج السلطة الرئاسي مبدأ إداري هام، أكد نهج الإدارة الإسلامي على ضرورة اعتباره والأخذ به في تنظيم الوظائف العامة وذلك لتحقيق أهداف اجتماعية سامية من أهمها الانضباط الإداري وتحديد المسؤولية وضبط مسارات السلطة.
تكافؤ السلطة والمسؤولية: الإسلام أقر مبدأ السلطة لا التسلط في الأعمال الإدارية وقيد السلطة بحدود أهداف ومسؤوليات العمل.
كلمة أخيرة
يجب أن يراعي المدير المسلم حفظ حقوق العاملين معه باتباعه لقوانين الأمن والسلامة، من خلال مراعاته لقواعد الصحة والبيئة. وعلى الإدارة الإسلامية وهي تتبع وتنطلق من مقاصد الشريعة الإسلامية أن تحافظ على شرف وكرامة العاملين بسلوك وإتباع أخلاق الإسلام في التعامل في جميع الأحوال والظروف، وتراعي زرع القيم الأخلاقية التي تركز على الأسرة والاهتمام بها حتى في محيط العمل.
كذلك من مسؤولية الإدارة الإسلامية رعاية المال العام والمساعدة في الحصول عليه بالطرق الحلال وصرفه، واستخدامه بالوسائل المشروعة التي أقرها الإسلام. وهنا يأتي دور المدير المسلم بتحري المال الحلال في كل معاملاته المالية، وإعطاء العاملين معه حقوقهم كاملة وإلا اعتبر غاشاً أو سارقاً.
أيضاً فإن إتقان العمل وزيادة إنتاجية الفرد تقوم على توفر مجموعة من العوامل تشمل؛ الوازع الديني أي الرقابة الذاتية، الحافز المادي، إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية للفرد والعلاقات الإنسانية المميزة. وحسب المنهج الإداري في الإسلام, فإن هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى حفز العامل على إتقان العمل وزيادة طاقته الإنتاجية فليس للعرقية أو الإقليمية أو المحسوبية أو أي وجه من وجوه العنصرية وغيرها أي اعتبار في مجال الدخول للخدمة العامة. فالوظيفة العامة في الاسلام ليست حقاً للفرد ولكنها واجب وتكليف اجتماعي لها شروط وأعباء وينبغي ألا تسند إلا لمن توفرت فيه شروطها ومؤهلاتها.