بتـــــاريخ : 7/10/2009 7:23:58 AM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1689 0


    إدارة الأولويات .. الأهم أولاً

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.ecoworld-mag.com

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد ادارة الأولويات اهم
    إدارة الأولويات .. الأهم أولاً
     

    يتحـدد معني السعادة فى الغالب علي أنه فقط النجاح فى مجال المال والمهنة، إلا أن هذا النجاح قد لا يحـقق لنا الإشباع الذى كنا نحـلم به مخلفاً وراءه الكثير من العلاقات الممزقة واللحـظات الضائعة، التى كان يمكن الاستمتاع بها بعمق، وذلك فى خضم الجهد المركز اللازم لتحـقيق النجاح. ففى سباقنا نحـو القيمة نسينا أن نقوم بعمل الأشياء الأكثر أهمية والتى قد ننتبه إليها عند حـدوث أزمة أو وقوع مصيبة. ويعزو مثل هذا الخلل أو الإحـباط الذى يعانيه الصاعدون لسلم النجاح أو المتربعون علي قمة النجاح إلي المنهج التقليدى الذى يجتهدون فى اتباعه لإدارة الوقت والذى يبنى سعادة الفرد علي قدرته علي التحـكم فى كل شيء حـوله والتحـكم فى الاختيارات أيضاً والقيام بكل شيء بشكل أسرع، متجاهلين أننا لا يمكننا أن نتحـكم فى النتائج، لأن الذى يتحـكم فى هذه النتائج مجموعة من المبادئ والقوانين الكونية، التى لا نملك السيطرة عليها، ولذا بقيت هناك فجوة قائمة بالنسبة لأغلبية الناس بين ما يعتبرونه هاماً فى حـياتهم وبين الأسلوب المستخدم فى إنفاق الوقت. إن المناهج التقليدية التى تدير الوقت مستعينة بالمفكرات وجداول المواعيد والمخططات تجعل تركيزنا منصباً علي الطارئ من الأمور بدلاً من التركيز علي الهام منها. ومثل هذه الأدوات تشعرنا بالذنب عندما نفشل فى إنهاء المطلوب فى موعده وتقتل المرونة والتلقائية داخلنا، كما أنها تلغى الانسجام بين الأمور الهامة فى حـياتنا وبين أسلوبنا فى ممارسة هذه الحـياة يومياً. ولذا يقدم ستيفن ر. كوفى، من خلال كتاب "إدارة الأولويات.. الأهم أولاً"، من إصدارات مكتبة جرير بالمملكة العربية السعودية، المنهج الذى يخالف المناهج التقليدية المعروفة والذى يستبدل مسمي إدارة الوقت بما يسمي القيادة الذاتية لإدارة الأولويات، فبدلاً من التركيز علي التنفيذ الصحـيح للأعمال ينتقل إلي التركيز علي تنفيذ الأعمال الصحـيحـة. فمن اللازم تخطى إدارة الوقت إلي قيادة الحـياة من خلال مبادئ تساهم فى إيجاد نتائج لحـياة أفضل مع الاهتمام بالمهم من الأعمال بدلاً من مجرد القيام بالأعمال الملحـة التى تفرضها علينا ضغوط الظروف التى نعيش فيها. فالنتائج التى نحـصل عليها فى الحـياة تتوقف علي ماذا كنت تتبع؛ مبدأ الطوارئ أم مبدأ الأهمية؟ ووفق كوفى فإنه يلزم التحـول من منظور السرعة إلي منظور الأهمية من خلال إشباع الحـاجات الأربع الرئيسية للإنسان والتى يلخصها فى مقولة؛ "أن تعيش وتحـب وتتعلم وتترك وراءك الأثر الطيب". فالحـاجة لأن تعيش هى ما يسمي بحـاجات الإنسان المادية الطبيعية، أما الحـاجة إلي الحـب فهى حـاجاته الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين والانتماء إليهم وأن تكون محـباً ومحـبوباً. أما الحـاجة إلي التعلم فهى حـاجاتنا الذهنية العقلية التى يجب أن تتطور وتنمو. والحـاجة إلي ترك الأثر الطيب أو الذكري الحـسنة فهى حـاجاتنا الروحـية، وهى حـاجات تتعلق بإيجاد معني للحـياة والهدف منها كما تشمل التوازن الشخصى والإضافة المعنوية للحـياة. وهذه الحـاجات الأربع تتداخل مع بعضها وإشباعها يشعرنا بالسعادة.
    إن القوة المطلوبة لإيجاد نوعية حـياة أفضل لا توجد فى المخططات الزمنية وجداول العمل بل تكمن داخلنا حـين نتصرف بنضج لحـظة الاختبار مستعينين فى ذلك بملكاتنا الإنسانية الأربع، الخيال المبدع والإرادة المستقلة والضمير وإدراك الذات، سواءً كانت تلك اللحـظة هى تخطيط العمل خلال أسبوع قادم أم مواجهة مشكلة أم صحـوة ضمير أم بناء علاقة. إنها تكمن فى الخيارات الصحـيحـة التى نصنعها أثناء اليوم. فعند التخطيط لعمل مقبل خلال فترة زمنية قادمة (أسبوع مثلاً) تكون الخطوة الأولي هى التفكير فيما يعتبر أهم شيء فى حـياتنا ككل، معتمدين علي إجابة للأسئلة التالية؛ ما هى أهم الأشياء فى حـياتنا؟ ما هو الشيء الأساسى الذى يعطى معني لحـياتنا؟ ماذا نريد أن نكون؟ وماذا نريد أن نعمل فى هذه الحـياة؟ ومن المهم عند اتباع هذا البرنامج الباحـث عن حـياة أفضل أن نحـدد الرسالة الأساسية السامية فى الحـياة، فإن تحـديد هذه الرسالة سوف يمنحـنا الإحـساس بما هو هام فى حـياتنا، إذا لم نكن قد حـددنا هذه الرسالة فإنه يمكن البدء من الآن بما يأتى؛ وضع قائمة بثلاثة أو أربعة أشياء نعتبرها أهم الأشياء فى حـياتنا، وضع الأهداف الطويلة الأجل التى طالما فكرنا فيها، التفكير فى أهم العلاقات الشخصية فى حـياتنا، التفكير فى أهم جوانب العطاء التى نود أن نسهم فيها، التأكد من المشاعر التى نود أن نجدها فى حـياتنا مثل السلام والثقة والسعادة والعطاء والمعني، والتفكير فى كيف نقضى وقتنا خلال هذا الأسبوع. إن تحـديد هذه الأدوار يعطى معني لشمولية جودة الحـياة فالحـياة ليست مجرد وظيفة أو أسرة أو علاقة معينة -كما يقول المؤلف- بل إنها كل هذه الأمور مجتمعة. كما أن هذا التحـديد يلغى أكثر الصراعات المتمثلة فى عدم التوازن أو الشكوي من أن هناك الكثير من الأمور الهامة التى يجب إنجازها ولا نستطيع، أو عدم توازن الأدوار كلما ركضنا فى هذه الحـياة. إن الأشخاص الذين ينجحـون فى عملية التحـول باتباع إدارة واعية للأولويات تقوم علي الأهم أولاً يتمتعون بالكثير من الصفات حـيث يصبحـون أكثر مرونة وتلقائية.

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد ادارة الأولويات اهم

    تعليقات الزوار ()