بتـــــاريخ : 10/10/2009 7:48:35 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 678 0


    وعَلّم آدم الأسمــــاء

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : بسّام جرّار | المصدر : www.islamnoon.com

    كلمات مفتاحية  :
    علم ادم الأسماء

    عندما كان الأمر يتعلق بالخلافة على الأرض جاءت القدرة على تعلّم الأسماء والنطق بها لتحسم المسألة لصالح المخلوق الذي يملك هذه القدرة. وهذا يعني أنّ القدرة اللّغوية هي الركن الأساس في مسألة الخلافة، وبناء الحضارات. ومعلوم أنّ هذه القدرة لها أساس مادّي يتمثل بالحنجرة واللسان، وما يرافقهما، ولها أساس عقلي ينمو بنمو الإنسان. ولا يزال هذا الأساس من الأسرار التي تجعله محل جدل بين العلماء المختصّين.

    البداية تكون بتعليم الأسماء؛ ويكون ذلك عن طريق الربط بين الصوت والصورة الحسيّة، فإذا أردنا أن نعلّم الطفل كلمة (كأس) مثلاً، نحضر له كأساً، ثم نكرر على مسمعه كلمة (كأس) مع الإشارة إلى الكأس، وهنا يقوم الطفل بالربط بين الصوت والصورة الحسيّة. وإذا تمّ التّعلم يكوّن لدى الطفل القدرة على لفظ كلمة (كأس)، عندما يحس الكأس، وتكون لديه القدرة على تخيّل الكأس عندما يسمع كلمة (كأس). فالصورة الحسيّة تستدعي اللفظة، واللفظة تستدعي الصورة، وهكذا ...

    أمّا تعلّم الحرف والفعل فهو أكثر تعقيداً، فالحرف (في) مثلاً، يستلزم عناصر عدّة؛ فأنت تحتاج كأساً، ثمّ تُحضر ماءً، وتسكب هذا الماء في الكأس، ثم تقول للطفل: الماء في الكأس. وهذا وحده لا يكفي ليعرف الطفل معنى (في)، وكذلك الأمر في الأفعال؛ فلكي يتعلم الطفل كلمة (ضرب) لا بد أن يكون هناك ضارب، ومضروب، وأداة ضرب، كمقدمات ضروريّة لتفهيم الطفل كلمة (ضرب).

    جاء في الآيات (31، 32، 33) من سورة البقرة:" وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلمّا أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض، وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون" .

    إذا أخذنا بظاهر النص القرآنيّ نستطيع أن نقول إنّ الأسماء كانت لمسمّيات عاقلة، وذلك لقوله تعالى في حق هذه المسمّيات:" (عرضهم ... هؤلاء ... بأسمائهم). وهذا قد يفسر لنا المقصود بقوله تعالى:"وعلّم آدم الأسماء كلّها" أي أن آدم عليه السلام قد تعلم كلّ الأسماء للمسميات العاقلة التي ستكون محل امتحان لآدم عليه السلام وللملائكة. وقد استطاع آدم عليه السلام أن يخبر بجميع أسماء الكائنات العاقلة التي عُرضت في الامتحان، أي أنّه أنجز 100% .

    وهنا قد يثور سؤال: ولكن الله هو الذي علَّم آدم عليه السلام، فأين الفضل لآدم في ذلك؟!

    نقول: المقصود هنا قابليّة التعلّم والأداء، أي الاستعداد الفطري؛ جسديّاً، وعقليّاً، ونفسيّاً. ويبدو أنّ ذلك لا يتوفر للملائكة في أصل فطرتهم: "سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا".

    نعم هذا هو الأساس المطلوب للخلافة على الأرض، وهذا هو الاستعداد الفطري الأولي، ثم يقوم الإنسان بالإبداع؛ فيفرّع، ويولّد، ويستنبط ... بحيث تكون اللغة لديه مواكبة لتطوره وحاجاته...

    وأخيراً يبدو أننا بحاجة إلى دراسات أوفى تعطي اللغة مكانتها في البناء الحضاري الإنساني.

    كلمات مفتاحية  :
    علم ادم الأسماء

    تعليقات الزوار ()