قررت الجزائر الخميس 27-5-2010 تجميد صفقة مع شركة حديد عز المصرية تبلغ قيمتها 750 مليون دولار، وذلك في أحدث تطور للأزمة الناشبة بين الدولتين بسبب ما صاحب مباريات فريقي البلدين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم.
وقال وزير الصناعة وترقية الاستثمار الجزائري حميد تمار إن بلاده جمدت الصفقة بسبب "الأزمة الرياضية" بين البلدين، وأنها تجري مفاوضات مع مستثمرين آخرين ليحلوا محل الشركة المصرية.
وقال الوزير أمام البرلمان إن المشروع تأثر بالأزمة المالية وبالمشاكل المرتبطة بكرة القدم، وذلك في إشارة إلى النزاع بين مصر والجزائر خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم في وقت سابق هذا العام.
وأضاف أن ذلك أدى إلى تجميد المشروع تماماً، موضحاً أنه يجري الآن دراسة مشروعات من شركات أخرى لتحل محل حديد عز.
وكانت شركة حديد عز قد وقعت اتفاقاً مع الحكومة الجزائرية في 2007 لاستثمار 750 مليون دولار في مصنع للحديد.
وتخوض الجزائر بالفعل نزاعاً مع شركة مصرية أخرى هي أوراسكوم تليكوم بشأن مستقبل وحدتها الجزائرية (جازي). ودخلت أوراسكوم تليكوم في محادثات مع مجموعة أمتيان الجنوب أفريقية لبيع جازي بعد أن تلقت مطالبات بسداد ضرائب متأخرة، لكن هذه المحادثات تعثرت بعد أن قالت الحكومة الجزائرية إنها تمارس حق الشفعة في أن تشتري هي الوحدة.
وتضررت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والجزائر أواخر العام الماضي بعد تعرض حافلة المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة لدى وصولها للقاهرة للعب مباراة الإياب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وقامت الجماهير الجزائرية الغاضبة بنهب مقر أوراسكوم تليكوم في العاصمة الجزائرية، وحطمت مقر شركة مصر للطيران في قلب العاصمة الجزائرية، وتعرض العديد من المقيمين والعاملين المصريين في الجزائر لمضايقات مما دفع بأعداد كبيرة منهم للعودة لمصر، إلا أن عدداً من هؤلاء العمال عادوا للجزائر مرة أخرى بعد هدوء نسبي.
واستدعت القاهرة آنذاك سفيرها في الجزائر للتشاور.
كما شهدت القاهرة مظاهرات احتجاج من جماهير غاضبة حاولت الوصول لمقر السفارة الجزائرية، غير أن قوات الأمن المصرية تمكنت من التصدي لهم ومنعهم من الوصول للسفارة أو إلحاق أي أضرار بها.
ورغم محاولات الوساطة العديدة التي بذلت لإحتواء الخلاف، إلا أن الموقف لم يتحسن كثيراً بين البلدين.
ووقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أخيراً عقوبات وصفت بأنها "مخففة" على مصر، بسبب رشق حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة، وتجاهل الفيفا تماماً الشكوى التي تقدم بها الجانب المصري للتحقيق فيما "وصف" بأنه تجاوزات وتهديدات من الجمهور الجزائري ضد مشجعين مصريين في مباراة الحسم بين الفريقين التي جرت في أم درمان السودانية.