أنا جييييت، متحدثة عن الحكم بعدم أهلية المرأة للقضاء وبيان اللجنة الثلاثية من زاوية التواطؤ الشعبي هذه المرة، ومش حاسكت علي فكرة. الكل متواطئ: مدعين التدين تغاضوا عن الخوض في أعراض المحجبات والمنقبات في سبيل حرمان المرأة من حق مزاولة القضاء. مدعين الليبرالية تغاضوا عن حرمان المرأة من حقها في سبيل سب المحجبات والمنقبات. هناك فئتان في هذا المجتمع لا تتحملان النقد، وتصيبهما حالات هيستيرية تمتع أمثالي من المتلذذين بتعذيب الأقفال، وهما: السلفيون من كل الأديان والاتجاهات السياسية (فيه سلفيين حتي في الليبرالية)، والذكوريون. وسأظل ألسوع المذكورين، ويا أنا يا هم.
هممممم، بقي الرجل يصلح للقضاء والمرأة لا تصلح. صح... يا سبعي. أسد ورافع رأسي وأنت تشاهد حريم نتنياهو يدخلن، بأحذيتهن، بيوت الله ويتمشكحن فيها، ويجلسن ليسترحن في محراب القبلة، لااااا، سباعنا ما سكتوش، أدانوا وشجبوا ونددوا. أسد ورافع رأسي، وأنت تشاهد المزة الأمريكية تركّع الرجل العراقي: يور هاندز أون ذا جراوند.. ويركع، ويضع كفيه علي الأرض، وتدور حوله المزة، وتضرب بيدها علي صدره وظهره وتحت إبطه بل وعلي مؤخرته، ثم تعتدل وتشير إليه بسلاحها: كلير.. موف. كان حمشا قوي الرجل المصري المؤهل للقضاء دون النساء المصريات، وهو يشاهد هذا المشهد، ويمصمص شفتيه، ثم يحول القناة ليشاهد مباراة كرة القدم. حتي وصل الأمر بالزرقاوي أن بث شريطا يقول فيه: «إذا كانت الأمة قد عدمت الرجال فافتحوا باب الجهاد للنساء، فإن فيهن من هن أشجع من الرجال».
كفاقدة للأهلية، اتصلت بصديقة فاقدة للأهلية وقلت: يا دودي، عايزة أحارب في العراق. هذا سر أذيعه لأول مرة. ذهبت أنا ودودي إلي سفارة العراق: «لو سمحت إحنا عايزين نحارب في العراق». بعد أن فشلت كل محاولات الرجل الذي استقبلنا في إثنائنا عن عزمنا، قال: بدكم تحاربون؟ حاااضر.. حنتصل بيكم. ولم يسل عن بياناتنا. حاولت أن أعطيه الأسماء وأرقام الهواتف فجذبتني دودي: الظاهر مش عايزنا نحارب عشان إحنا مبقلظين، فنظرت إلي الموظف قائلة: علي فكرة، كل رجالتكم مبقلظين برضه. فأربد وجهه، وصرفنا كما تصرف العفاريت.
لا تستطيع، بل لا تجرؤ، أي محكمة عربية أن تصدر حكما وبيانا بعدم أهلية النساء الإسرائيليات والأمريكيات لترفيع وتعذيب وقتل وخلع ملابس الرجال العرب؟ عنا نحن، الحمد لله، نخفي انحرافاتنا تحت الحجاب كما أقرت اللجنة الثلاثية، وقد حرم الشيخ البراك خلع المرأة للحجاب أمام النساء، وغالبا تحت الدوش كمان، أما الرجال المؤهلون للقضاء، فيخلعون ملابسهم تحت تهديد بنادق الأمريكيات، والمرأة «عاطفية»، يعني حتعذبه بشويش. أمريكا وإسرائيل وقوات حلف شمال الناتو هزمونا وأذلونا بسواعد نسوانهم، ورجالنا هنا يتحدثون عن عدم أهلية النساء؟ ما تورونا الأهلية الرجولية أمام غير المؤهلات الشقراوات. أو خدوا لكم جنب وخلوا غير المؤهلات يتفاهموا مع بعضيهم يمكن نعرف نعمل حاجة. أمال لو كانوا مؤهلات كانوا عملوا فيكم إيه يا جملي أنت وهو؟
هييييه، حفظ الله لنا السيد حسن نصر الله ومسعد أبو فجر. كلاهما يحترم المرأة، لأن التي تربي رجلا، عادة ما تربي رجلا يحترمها.