أأصبتَ عِطرا مِثلَ نَفْحِ شَذاهـا
يَنسابُ عَذْبًا مِن خُدودِ رُباهـا؟
|
مِسكيّةُ الأنفاسِ سَاحرةُ اللَّمـى
واهًا لِعيـنٍ لـم تُقبّـلْ فَاهـا
|
ريحانتي كانتْ بِرَوْضِ صَبابتـي
وسميرَ رَوحي إذْ يَعُـمُّ دُجاهـا
|
وحديثَ نفسي في تَجَلِّي خَلْوَتي
ومَزارَ حُلْمي يومَ عـزَّ لِقاهـا
|
غِرًّا نشأتُ وجلُّ عِلميَ بالهـوى
قِصصٌ تُغنَّى والحِـداءُ رَواهـا
|
لم أدرِ أنّ الحُبَّ يَبْـرُقُ فجـأةً
يجتاحُ رُوحا يَستبِيـحُ حِماهـا
|
ويَمُرُّ يَبعَثُ بِالعُـروقِ حَياتَهـا
كالسَّيلِ يَحبُو فوقَ مَهْدِ ثَراهـا
|
حتّى رَمَتْني بالغـرامِ لِحاظُهـا
وأصَبْتُ مِن رَوضِ الخُدودِ جَناها
|
أوّاهُ مِنْ حُـبٍّ تَمَكَّـنَ هاهُنـا
بينَ الجَوانحِ حيثُ شَبَّ جَواهـا
|
فَكتَمْتُ أسرارَ الهوى مُتجلِّـدًا
لكنَّ شِعـريَ للـوَرى أبَداهـا
|
وإذا القوافي لم تُطـاوِعْ أحرُفـي
لبّتْ سريعـا عندمـا ناداهـا
|
فاستوطَنتْ بلدَ الجَمالِ وأنشدَتْ
لحنَ الوفاءِ فما تَجُـوزُ سَماهـا
|
أَأُلامُ إنْ كنـتُ المُتَيَّـمَ بالتـي
حَوَتِ المحاسنَ بسمةً و شِفاهـا
|
وإذا العُيونُ تَوَعَّكَتْ نظَرَتْ إلى
ذاكَ المُحيّـا باسِمـا فشَفاهـا
|
وتَلوحُ في عينـي إذا أغْمَضْتُهـا
فأُطِيلُ غَمضي كي تَنالَ مُناهـا
|
يَشتاقها قلبٌ يُقـدِّسُ طُهرَهـا
ويَذوبُ عِشقا في جَبينِ سَناهـا
|
أمضَيْتُ عُمْريَ إثْرَهـا مُتلهِّفًـا
رَحْلي القَصيدُ ..وقِبلَتي مَهواها
|