بتـــــاريخ : 9/11/2010 8:08:50 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1047 0


    الفراعنة وكعك العيد

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : وسيم السيسي | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    الفراعنة كعك العيد مقالات اراء

    كلمة كعك كلمة مصرية قديمة من الفعل عكعك أى القيام بالعجن.

    اعتاد المصريون القدماء تقديم الكعك على هيئة قرص الشمس.. ذلك لأنهم كانوا يقولون: الله لا يمكن معرفة اسمه.. ولكن ارمزوا لاسمه بصفاته العليا، وقواه الكونية، وكانت الشمس هى أظهر قواه الكونية.

    لدينا بردية لإلهة القمح «نبت» وربما جاء منها نبات، وقد توجت بتاج من القمح، وتمسك بيدها اليسرى رغيفا من الخبز، وبيدها اليمنى كعكة.

    نجد صور الصناعة كعك العيد فى مقابر طيبة ومنف، وكان الوزير المسؤول عن صناعة الكعك هو «خم ى رع» من الأسرة الـ«18».

    أما إيزيس عظيمة السحر، فكانت تصنع كعكة على شكل تميمة تسمى «عقدة إيزيس» توزع على روح الأوزير «المرحوم» حتى تفتح له أبواب الجنة، هذه الكعكة.. يطلق عليها العامة الآن اسم «الشريك».

    كان عسل النحل يخلط بالسمن، ويقلب على النار، ثم يصب على الدقيق، ويقلب حتى يصبح عجينة، وتشكل منه أشكال هندسية، مثل اللولبى، المخروطى، المستطيل، المستدير، أو أشكال حيوانات، أو زهور، أو حلقات توزع فى المقابر لتعليقها فى شجرة الحسنات!

    نجد على جدران إحدى الغرف فى مقبرة رمسيس 3 صور للفرن الملكى، توضح أشكالاً مختلفة، منها ما نطلق عليه اليوم «المشبك».

    كان الكعك يرص على ألواح من الأردواز ثم يوضع فى الأفران.

    انتقل الاحتفال بكعك العيد من عصر إلى عصر، حتى وصل إلى الطولونيين، ثم الإخشيديين، وكانوا يكتبون على الكعك «كل واشكر» أو «كل هنيئاً واشكر مولاك»، وكانوا يحشون الكعك بالدنانير الذهبية، وكانت أشهر كعكة ظهرت فى الدولة الإخشيدية 924م تسمى «أنطونلة» وهى محرفة من اسم «انطن له»! وكان الكعك يقدم فى الأعياد للفقراء على مائدة طولها 100 متر، وعرضها 7 أمتار.

    أما العصر الفاطمى، فكانوا يحشون الكعك باللوز، والفستق، والحلوى، كما أهدى الإمام الليث بن سعد كعكا محشوا بالعملات الذهبية للإمام مالك بن أنس.

    أنشأت الدولة الفاطمية «دار الفطرة» لصناعة الكعك، ومكان هذه الدار الآن بجوار الباب الأخضر بالمشهد الحسينى.

    أحب المصريون الفاطميين.. للاحتفالات، والأفراح، والأعياد، ودافعوا عنهم ضد صلاح الدين الأيوبى، الذى قتل من المصريين 85 ألفاً بالقاهرة، و80 ألفاً فى الصعيد.. ونسمى شوارعنا باسمه، تماماً كما لو تسمى فرنسا أهم شوارعها باسم هتلر!

    كان أمبل لودفيج يقول: أعياد العالم كلها من مصر، كان منها عيد ميلاد أوزبريس 25 ديسمبر، عيد شم النسيم، عيد طهارة القلوب، عيد الزهور، عيد القمر، عيد ميلاد حورس، عيد قيامة أوزيريس، عيد ظهور الهلال، عيد رأس السنة 11 سبتمبر، عيد عاشوراء.. لأنهم كانوا يزرعون القمح فى العاشر من ديسمبر، وكانوا يقدمون البليلة بالعسل، أخذ اليهود هذا العيد، ثم بعد ذلك المسلمون «نحن أولى من موسى بهذا العيد» وهو عيد مصرى صميم! وعيد أوبت «عيد آمون» بالأقصر، وهو الآن عيد سيدى أبوالحجاج، وعيد الحصاد، وعيد باستت «عيد القطة»، لأن القطة كانت عند المصرى القديم رمزا للعناية الإلهية، لأنها حيثما كثرت.. اختفى الطاعون! طبعاً بسبب القضاء على الفئران.

    أضف إلى هذا الكم الهائل من الأعياد.. الموسيقى.. السلم الموسيقى.. من مصر.. الرقصات بأنواعها المختلفة.. حتى رقصة الباليه «بحث ألمانى» من مصر!!.. وبعد ذلك يقولون حضارة موت!! ويرد عليهم الدكتور طه حسين: أما أنا فلم أر جهلاً يشبه هذا الجهل.. ولا ظلماً يشبه هذا الظلم لحضارة.. هى فجر الضمير وأم الحضارات جميعاً.. لا أستثنى منها شيئاً.. حتى الحضارة اليونانية.. فاليونانيون يعرفون أنهم كانوا تلاميذ للمصريين، ويكفى أن طاليس وأفلاطون، وسولون، وفيثاغورث جاءوا وتعلموا من مصر فلسفة وعلوما ورياضيات. 

    كلمات مفتاحية  :
    الفراعنة كعك العيد مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()