* * مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم * *
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو همام السعدي
معنى الصلاة من الله:عن أبي العالية قال: صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة
(1) الصلاة عليه -عليه السلام- في التشهد الأول والأخير: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : « قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ».
(2) عند الآذان والإقامة: (( قال –عليه السلام- إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ..)) .
(3) يوم الجمعة وليلتها: (( قال النبي –عليه السلام- : أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً )) .
(4) في الصباح والمساء:((قال النبي –عليه السلام- : من صلى على حين يصبح عشرًا و حين يمسي عشرًا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة)) .
(5) في المجالس وعند اجتماع القوم قبل تفرقهم: (( قال النبي –عليه السلام- : مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ )) .
ترة : يعني نقصانًا وحسرة وندامة ، وقيل : تبعة ومعاتبة .
(6) عند ذكر اسْمه صلى الله عليه وسلم : ((قال النبي –عليه السلام- : رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)).
(7) في كل وقت وحين أول النهار وآخره : (( قال النبي –عليه السلام- : أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً)) . قال –عليه السلام-: ((من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة))
(8) عند الدعاء: عن فَضَالَة بْنَ عُبَيْدٍ قال : (( سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَجِلَ هَذَا ، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ : إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ)).
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : ((إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)). وعن عبد الله بن مسعود قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدح والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح.
وقال احمد بن أبي الحواري سمعت أبا سليمان الداراني يقول: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي فإن الصلاة على النبي مقبولة والله أكرم أن يرد ما بينهما .ا.هـ.
(9) عند دُخُول المسجد وعند الخروج منه: عَنْ أَبَى هُرَيْرَة أَنّ َرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِذَا دَخَلَ أَحَدكُمْ الْمَسْجِد فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيَقُلْ : اللَّهُمَّ اِفْتَحْ لِي أَبْوَاب رَحْمَتك . وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم)) .
وَعند التِّرْمِذِيّ " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِد صَلَّى عَلَى مُحَمَّد وَسَلَّمَ )) اِنْتَهَى كَلامه.
(10) عند الصفا والمروة: قال عمر بن الخطاب: إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا وصلوا عند المقام ركعتين ثم أتوا الصفا فقوموا من حيث ترون البيت فكبروا سبع تكبيرات بين كل تكبيرتين حمد لله وثناء عليه وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومسألة لنفسك وعلى المروة مثل ذلك.
(11) بعد التكبيرةالثانية من صلاة الجنازة:عن الشعبي قال : أول تكبيرة من الصلاة على الجنازة ثناء على الله عز وجل والثانية صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والثالثة دعاء للميت والرابعة السلام
ـ عن ابن عمر : أنه يكبر على الجنازة ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول : اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض نبيك صلى الله عليه وسلم.
(12) عند الوُقُوف على قبره صلى الله عليه وسلم :عن عبد الله بن دينار أنه قال : رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
(13) عندَ القُنُوت :عن قتادة عن عبد الله بن الحارث: أن أبا حليمة معاذ كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت.
(14) أثناء صلاة العيد:عن علقمة أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه قال عبد الله تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتكرع ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي محمد ثم تدعو
وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وأبو موسى صدق أبو عبد الرحمن .
(15) عند القيام من المجلس : عن عثمان بن عمر قال سمعت سفيان بن سعيد ما لا أحصي إذا أراد القيام يقول صلى الله وملائكته على محمد وعلى أنبياء الله وملائكته.
فَـائِدَةٌ / لمَاذا أمرنا بالصلاةِ على النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- مع إبراهيم, ومعلوم أنَّ محمداً أفضل الأنبياءِ, وأن اتشبيه الشيء بالشيء يقتضي أن يكونَ أعلى منه ؟ الجوابُ: أن يقال محمد هو من آل إبراهيم بل هو خير آل إبراهيم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: محمد من آل إبراهيم. فإنه إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله فدخول رسول الله اولى فيكون قولنا كما صليت على آل إبراهيم متناولا للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله معهم اكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو افضل مما لابراهيم قطعا وتظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على اصله وان المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره . هذا أحسنُ ما رآه ابن القيم –رحمه الله- .
فائـدةٌ /عامة الأحاديث في الصحاح والسنن ذكر محمد بالاقتران دون الاقتصار على أحدهما, وجاء الاقتصار على إبراهيم أو آله في عامتها فما السر؟ الجواب: أن الصلاة على النبي وعلى آله ذكرت في مقام الطلب والدعاء وأما الصلاة على إبراهيم فإنما جاءت في مقام الخبر وذكر الواقع, لأن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد "جملة طلبية" وقوله كما صليت على آل إبراهيم "جملة خبرية" والجملة الطلبية: إذا وقعت موقع الدعاء والسؤال كان بسطها وتطويلها انسب من اختصارها وحذفها. ولهذا يشرع تكرارها وإبداؤها وإعادتها فإنها دعاء والله يحب الملحين في الدعاء...فالمطلوب يزيد بزيادة الطلب وينقص بنقصانه , وأما الخبر فهو خبر عن أمر قد وقع وانقضى لا يحتمل الزيادة والنقصان فلم يكن في زيادة اللفظ فيه كبير فائدة ولا سيما ليس المقام مقام إيضاح وتفهيم للمخاطب ليحسن معه البسط والإطناب فكان الإيجاز فيه والاختصار أكمل وأحسن . قاله ابن القيم –رحمه الله- في "جلاء الأفهام".
{ وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين }