في بعض الناس ألاحظ أنهم لا يصلون إلا يوم الجمعة، ما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً.
هذا الذي لا يصلي إلا الجمعة أو رمضان كافر، لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام -: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). وهذا يعم الصلوات التي بين الجمعة والجمعة ، والصلوات التي بين رمضان ورمضان، فلابد من الحفاظ عليها ، ولابد من أدائها في جميع السنة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). أما إن جحد وجوبها، وقال: لا تجب علي، وهو مكلف، عاقل ليس بمجنون، فهذا كافر عند جميع العلماء سواء كان رجلاً أو امرأة، لكن من يعلم وجوبها ويؤمن بوجوبها ثم يدعها يكون كافراً في أصح قولي العلماء للحديث السابق ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ولما ذكر لأصحابه عليه الصلاة والسلام بعض الأمراء الذين يأتون في آخر الزمان، فيعرف منهم ويُنكر قال الصحابة للنبي: أفلا نقاتلهم؟ قال: (لا إلا أن ترى كفراً بواحاً، عندكم من الله فيه برهان). وفي لفظ آخر: (لا تقاتلوهم ما أقاموا فيكم الصلاة). فدل على أن عدم إقامة الصلاة من الكفر البواح - نسأل الله العافية -. فيجب على كل مؤمن ومؤمنة من المكلفين الحفاظ على الصلاة ولزومها في أوقاتها ، والحذر من التخلف عنها وتركها، هذا هو الواجب على جميع المسلمين ، قال الله – تعالى -: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [(238) سورة البقرة]. وقال سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [(43) سورة البقرة]. وقال عليه الصلاة والسلام ذات يوم بين أصحابه في شأن الصلاة: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان ، وقارون ، وأبي بن خلف). نسأل الله العافية. قال بعض أهل العلم: إنما يحشر من ضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إن ضيعها شغلاً بالرياسة شابه فرعون، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار، وإن ضيعها شغلاً بالوزارة شابه هامان فيحشر معه إلى النار يوم القيامة، وإن ضيعها بسبب الأموال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض فيحشر معه يوم القيامة، وإن ضيعها بسبب التجارة والبيع والشراء والمعاملات شابه أبي بن خلف تاجر أهل مكة فيحشر معه إلى النار، - نسأل الله العافية-. فالواجب الحذر من الإضاعة لهذا العمود العظيم ، والواجب التواصي بفعلها في أوقاتها ، وأدائها في الجماعة في حق الرجل، وعلى النساء المكلفات أن يحرصن على أدائها في بيوتهن في أوقاتها ، فهي عمود الإسلام، وهي فارقة بين المرء وبين الكفر والشرك، وقد قال الله - عز وجل -: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [(59) سورة مريم]. يعني خساراً ودماراً وعذاباً - نسأل الله العافية-. وقال بعض أهل العلم: إن غي واد في جهنم، خبيث طعمه، بعيد قعره، - نسأل الله العافية-. وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [سورة الماعون(4)(5)]. إذا كان الساهي ويل له، فكيف بالتارك، يكون أمره أعظم وأشد وأخطر نسأل الله العافية.