يوجد جماعة يدعون أنهم ذرية الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ويقوم بعض الناس بمبايعتهم كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يبايع، والسؤال: هل للنبي عليه أفضل الصلاة السلام ذرية، وهل تجوز مبايعتهم على هذا الأساس، علماً بأنهم متخذين لوالدهم ضريحاً ويسكنون بجواره، نرجو التوضيح، وتبيان حكم الدين في هذا الادعاء؟ ولكم الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
نعم، له - صلى الله عليه وسلم- ذرية من جهة بناته، أما أولاده الذكور فماتوا صغاراً، ليس لهم ذرية، وإنما ذريته من جهة البنات، من جهة الحسن والحسين أولاد فاطمة رضي الله تعالى عن الجميع، لهم ذرية، فالحسن والحسين لهما ذرية، فهم إذا حفظ نسبهم وضبط بالبينة يعتبرون من بني هاشم ولا تحل لهم الزكاة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنها لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أرزاق الناس)، فالصدقة لا تحل لآل محمد، إذا كانوا من ذرية الحسن أو الحسين أو غيرهما ممن ينتسب لبني هاشم كأولاد علي مطلقاً، كأولاد محمد بن علي وغيره، فالحاصل أن من كان من ذرية بني هاشم فهم من آل بيته - صلى الله عليه وسلم- ومن كان من ذرية الحسن والحسين فإنه يعتبر من ذريته - صلى الله عليه وسلم- من جهة البنات، كما قاله للحسن: (إن ابن هذا سيد)، فسماه ابنه وهو ولد بنته، فأولاد البنات ذرية، وقد سمى الله عيسى من ذرية آدم وهو من ذرية مريم، من ذرية بنته، مريم، وليس له أب عليه الصلاة والسلام فأدخله الله في الذرية، ذرية آدم، وذرية إبراهيم، فالحاصل أن أولاد البنات من ذرية جدهم الذي هو والد أمه، أما من عرف بالبينة الشرعية أنه من بني هاشم سواء كان من أولاد الحسن أو الحسين أو غيرهما فإنه يعتبر من أهل البيت ولا يجوز لهم الأخذ من الزكاة، بنص النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأما البيعة فلا أصل لها، لا يبايعون إلا من استولى على المسلمين ورضيه المسلمون وبايعوه هذا لا بأس، مثل ما بويع علي رضي الله عنه لما تولى أمر المسلمين بعد عثمان رضي الله عنه، البيعة لا تكون إلا لولي الأمر، إما بالقهر والغلبة إذا تولى على المسلمين وقهرهم بسيفه، بايعوه كما بايع المسلمون عبد الملك بن مروان وبايعوا الآخرين أو باتفاق أهل الحل والعقد على بيعة إنسان يتولى عليهم في كونه أهلاً لذلك، أما بيعة أفراد الناس هذا شيء لا أصل له، أو بيعة رؤساء الجمعيات، هذا شيء لا أصل له، البيعة لا تكون إلا من جهة أهل الحل والعقد في البلاد التي فيها دولة ليس فيها سلطان، ليس فيها أمير، فيجتمع أهل الحل والعقد على بيعة إنسان أهلاً لذلك، لأن سلطانهم أو رئيس جمهوريتهم قد مات فيتفقون على بيعة إنسان بدلاً من الميت أو يبايع إنسان استولى عليهم بالقوة والغلبة حتى صار أميراً عليهم بقوته وغلبته فإنه يبايع حينئذٍ.