أرجو من سماحتكم توجيه وإرشاد جميع أهل الصحف المحلية ، أي المشرفين عليها بعدم كتابة آيات القرآن الكريم فيها، وذلك بأنهم يقومون بكتابة الآيات القرآنية وخاصة في التعازي التي يقومون بنشرها، فكلكم يعرف مصير هذه الصحف، في الأخير ترمى في صناديق النفايات وأنتم بكرامة، ومن الناس من يقوم باستخدام هذه الصحف في الأغراض والأعمال المنزلية، ولا يعرفون مدى خطورة الدوس والعبث بهذه الآيات الكريمة، فأنا سمعت في برنامجكم هذا بأن من داس على الآيات أو استهان بها ولم يحفظها أو يقوم بحرقها فإنه يعتبر مرتداً عن الإسلام، فالذي أرجوه نصحهم بعدم الكتابة، وكذلك نصح الناس عامة عن طريق وسائل الإعلام؟
الكتابة في الصحف وفي الرسائل المتبادلة بين الناس للآيات والأحاديث شيء لا بأس به ولا حرج فيه ، بل هو مشروع عند الحاجة كأن يكتب في الجريدة أو في المجلة آيات للنصيحة والتوجيه ، أو أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - للنصيحة والتوجيه هذا لا بأس به ولا حرج فيه بل ومشروع عند الحاجة ، كما يكتب في الرسالة إلى أخيه يعزيه أو يهنئه بشيء أو يطلب منه حاجة أو يذكره ، فيذكر آيات من القرآن أو أحاديث للنصيحة لا بأس بهذا ، لكن الإثم على من يلقيها في القمامة ، ما هو على الكاتب ، الكاتب الذي يكتب الجريدة أو في الرسالة أو في أي كتاب موعظة أو نصيحة لأحد أو سؤال لشيء ، أو تحريضاً على شيء ، فيكتب آيات أو يكتب أحاديث لا حرج عليه ، إنما الإثم والحرج على الذي يلقيها في القمامة، أو يدوسها أو يهينها هذا هو الذي يأثم ، فلا يدوس القرآن إهانة له واحتقاراً له أو يدوس الآيات احتقاراً لها قصداً هذا هو الذي يرتد. أما لو ألقاها في القمامة جهلاً منه ، ما يكون مرتد ، وهكذا لو ألقاها في الطريق أو ألقاها في مكان آخر جهلاً منه ما يكون مرتد ، لكن يكون قد أساء ويعلم ويوجه حتى لا يلقيها إلا في محل طيب، يجعلها في الدولاب، أو يدفنها في الأرض ، أو يحرقها حتى لا تهان ولا يعتريها أذى ، فينبغي أن تفهمي هذا ، وفق الله الجميع.