فى مدينة زولينجن، بألمانيا، وفى ١٩مارس ١٩٠٦ ولد أحد رجال النازى البارزين أدولف أيخمان والذى يشار إليه باسم مهندس المحرقة النازية، وبسبب مواهبه التنظيمية أسندت إليه مواقع قيادية مهمة منها إدارة ترحيل اليهود لمعسكرات الاعتقال فى شرق أوروبا وبعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا تم القبض عليه من قبل الجيش الأمريكى الذى لم يكن يعرف أن هذا الرجل (أوتوأيكمان) ليس سوى أيخمان. وفى ١٩٤٦ هرب من السجن وتنقل بين بلدان أوروبا، متنكرا إلى أن حصل فى ١٩٥٠ على التأشيرة الأرجنتينية باسم (كليمنت ريكاردو)، وفى الأرجنتين تقلب فى وظائف متواضعة ثم استقدم عائلته.
وفى فترة الخمسينيات كان العديد من اليهود مهتمين بالعثور عليه وغيره من النازيين، وكان لوثار هيرمان العامل اليهودى الذى فر من معتقلات النازى إلى الأرجنتين استقر فى بوينس أيرس مع عائلته فى الخمسينيات وأصبحت ابنته سيلفيا على علاقة بعائلة أيخمان، فضلا عن علاقة عاطفية نشأت بين كلاوس ابن أيخمان وابنة هيرمان وكان كلاوس يخوض مفتخرا بتاريخ والده النازى وفى ١٩٥٩ تأكد للموساد أن أيخمان فى بوينس أيرس تحت اسم ريكاردو كليمنت وخطط للإيقاع به، وفى ١٩٦٠ تهيأت أجواء اختطافه الذى تم على يد عناصر من الموساد فى إحدى ضواحى بوينس أيرس فى مثل هذا اليوم ١١ مايو ١٩٦٠،
وكان عملاء الموساد قاموا بانتظاره لدى وصوله إلى منزله من عمله فى مصنع مرسيدس وهبط أيخمان من الحافلة وبدأ فى السير إلى منزله، فاستوقفه أحد العملاء وطلب منه سيجارة وما إن وضع أيخمان يده فى جيبه حتى قيده اثنان منهم وأفقدوه الوعى ووضعوه فى سيارة وذهبوا به إلى منزل آمن إلى أن تم تهريبه على متن طائرة بضائع تجارية لشركة العال إلى إسبانيا ثم إلى إسرائيل يوم ٢١ مايو ١٩٦٠ لتبدأ محاكمته يوم ١١ أبريل ١٩٦١ ووجهت إليه ١٥ تهمة جنائية منها جرائم ضد الإنسانية وأصر أيخمان على أنه لم يكن سوى «عبدالمأمور» وفى ١٥ ديسمبر حكمت عليه المحكمة بالإعدام ولم يجد الاستئناف، وفى منتصف ليل ٣١ مايو ١٩٦٢ نفذ فيه الحكم وتم إحراق جثمانه ونثر رماده فى البحر الأبيض المتوسط، فى المياه الدولية حتى لا يمكن أن يكون هناك أى نصب تذكارى فى المستقبل.