هناك مدرسة وسمها أصحابها بالمدرسة العقلية، بما تنصحون المنتسبين إلى هذه المدرسة؟
أنصحهم بأن يعرضوا عقولهم على النصوص ، فما وافق النصوص فهو الصواب وما خالفها فهو الخطأ، أما عقولهم لا تكون هي الأساس، يجب أن تكون النصوص هي الأساس ، وعليها تعرض آراء الناس ، وعقول الناس ، وأفكارهم ، وفتواهم ، ودعواهم ، وما وافق الكتاب والسنة فهو الحق وما خالفهما فهو الباطل ، ويستعين بالله أيضاً ثم بأهل الفكر والنظر والبصيرة ، ويتعاون معهم، والله يقول - سبحانه - في كتابه العظيم : فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ [(59) سورة النساء]. ما قال ردوه إلى رأي فلان أو عقل فلان، عقل أبي بكر و إلا عقل عمر، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء ، ولا قال ردوه إلى عقل الصحابة ولا عقل من غير فلان، قال : فردوه إلى الله والرسول. إلى الله إلى القرآن، وإلى الرسول إلى نفسه - صلى الله عليه وسلم - في حياته وإلى سنته بعد وفاته. وقال في الآية الأخرى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [(10) سورة الشورى]. ما قال إلى فلان ، أو فلان ، أو القبيلة الفلانية ، أو أصحابي، لا، إلى الله ما قال إلى الرسول أو أصحابه، مع أن الرسول رد إليه كما تقدم، رد الحق ، لكن ما قال : إلى أصحاب الرسول، أو إلى فلان ، إنما قال : إلى الله، يعني إلى الكتاب والسنة. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله). هكذا جاء في الصحيحين . وقال عليه الصلاة والسلام: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قيل : يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) رواه البخاري في الصحيح. وفي القرآن الكريم يقول الله - عز وجل -: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ [(80) سورة النساء]. ما قال من يطع عقله أو عقل شيخه، قال : من يطع الرسول ؛ فعقول الناس كلهم يجب أن تخضع للكتاب والسنة، ولو كانوا من الصحابة والأئمة بعدهم ، لابد أن تعرض العقول والآراء والأفكار على الكتاب والسنة الصحيحة ، فما وافق الكتاب والسنة فهو المحترم وهو المقبول، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود.