فى ظل الإتجاهات الحديثة فى منظمات الأعمال العصرية دعت الحاجة إلى إستخدام التوجهات الإدارية التى ساعدت على إحداث ثورة تطويرية فى منظمات الأعمال فى بيئة الأداء التنظيمية , وأهم هده الإتجاهات هى النهج الإستراتيجى فى الإدارة وما تعاقبه من مصطلحات حديثة خدمت الإدارةالإستراتيجية لمجابه تحديات العصر وتطوير السياق الإدارى .
وحتى يمكن النظر إلى هدا المفهوم بنظره عميقه متفحصه الجوانب الهامه فى بنيان الإطار الإستراتيجى , كان الواجب السعى إلى التوصل إلى مفهوم يستند فى خباياه على مرتكزات ودعائم التوجه الإستراتيجى ليحقق الهدف الرئيسى منه ويضمن صلاحيته فى التطبيق , حيث أنه هناك بعض المنظمات سعت جاهده إلى تطبيق منظور الإدارةالإستراتيجية ولكن محاولتها باءت بالفشل لسوء فى التخطيط من الجهات العليا فى توضيح المهام والرؤية والرسالة الإستراتيجية , لهدا كان من الللازم إختبار صلاحية التوجه الإستراتيجى فى أحد جوانب التنظيم وتركيز الضوء والإنتباه على نقاط القوة والضعف فى هدا المنظور ومدى فاعلية عملية التطبيق وصلاحية الإستخدام فى بقية المنظمة من خلال سياسة التركيز الإستراتيجى أو الإدارة التركيزية .
فسياسة التركيز الإستراتيجى أو الإدارة بالتركيز تقوم على عدة محاور رئيسية أهمها التركيز على الأهدافالإستراتيجية فى نطاق العمل وساحة التطبيق الفعلى فى إحدى مرتكزات التنظيم , وكدلك التركيز على النتائج , بهدا المفهوم يعنى أننا سوف نقوم بتقسيم الإستراتيجية على مستوى المنظمة إلى مجموعة أهداف مركزه على خطط إستراتيجية محددة .
أى أن سياسة التركيز الإستراتيجى هى المرحلة اللاحقة لعملية التحليل الإستراتيجى , فعند القيام بعملية التحليل اللإستراتيجى على مستوى المنظمة بتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات , وتحديد الرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية ووضع معايير للأداء الإستراتيجى وتحديد التنبؤات والخطط الإستراتيجية فهدا الإتجاه جاهز على التطبيق فى الساحة العملية وهو مايجعل المنظمة قالبا واحدا متماسكا ولكن لزيادة التأكيد على مدى الصلاحية لزم الأمر تمحيص الرؤية وتقسيم الأعمال الإستراتيجية إلى خطط ومعايير تركيزية تصمم تباعا لمفهوم الأداء الإستراتيجى .
والغرض الرئيسى لسياسة التركيز الإستراتيجى هو عدم تشتيت الرؤية وتبسيط إجراءات العمل على مستوى المنظمة ودلك من خلال تعميق الإهتمام بالجوانب التى بنيت عليها رسالة وأهداف المنظمة .
وسياسة التركيز تدعم تركيز متطلبات التجديد والتحديث فى نطاق معين فى أحد الجوانب التنظيمية لتطبيقها بفاعلية على مستوى المنظمة من خلال فريق عمل يقوم بدراسة الوضع الحالى ويقوم بتحليل المنظمة إستراتيجيا ويراعى المرونة فى وضع الأسس بما يتوافق مع كافة الجوانب التنظيمية ويبدأ بتحديد الإحتياجات والمتطلبات الإستراتيجية وتهيئة المناخ المناسب لبداية العمل فى نطاق مركزى محدود فى أحد جوانب الخطه الإستراتيجية .
وأسلوب التركيز الإستراتيجى يمكن وصفه بالتجريبى كمرحلة أولى لتطبيق أسلوب الإدارةالإستراتيجية قبل التنفيد , كدلك يمكن إستخدامها بعد إعتماد الإستراتيجية وبعد التنفيد , لتحديد مدى صلاحية المنظمة وتوافقها مع مبادىء التوجه الإستراتيجى حتى يتم الإستخدام الأمثل لهدا الأسلوب من خلال البرامج التى تركز على صياغة الأهدافالإستراتيجية واختيار أحد المجالات لإختبار مدى صلاحية التطبيق لبداية التنفيد , لدلك فهدا التوجه التبسيطى عالج القصور والمشاكل الخاصة بعملية تطبيق الإستراتيجية الشاملة على مستوى المنظمة .
هى إدارة تركيز الجهود وإدارة الوقت بفاعلية لتحقيق أعلى مؤشرات النجاح فى نتائج الأعمال , وهى أيضا إدارة المهام الصعبة لأنها تهتم بأدق التفاصيل الفنية معتمدة على المتغيرات والمستجدات والأدوات الحديثة فى بيئة العمل التنظيمى .
1- أنها إدارة دات مفهوم حديث تساير الواقع وتهتم بالتخصص وتقسيم العمل .
2- تركز سياسة التركيز على المحاور والأهداف التى رسمتها الإدارةالإستراتيجية .
3- تهتم السياسة فى المقام الأول بالتركيز الفكرى وتبنى القدرات الإبداعية والمهارات القيادية والطاقات البشرية من خلال إستباط العقول المميزة عن طريق الإختبارات التركيزية .
4- تعتمد الإدارة التركيزية على تبسيط الإجراءات فى القيام بالأعمال .
5- الإستفادة من مركزية إتخاد القرار بوسائل تدعم التركيز على اللامركزية وتمكين العاملين وتفويض السلطه من خلال منهجية الرقابة الداتية .
فهدا الجانب يعتبر دو أهمية قصوى فى تحليل المنظور الإستراتيجى , فإدارة التركيز على الأداء الفنى تركز على أدق التفاصيل الفنية التى تقوم عليها الأهدافالإستراتيجية , ويمكن تمثيل هدا الجانب بأن الإدارةالإستراتيجية هى عباره عن بحر كبير والإدارة التركيزية هى إحدى قوارب هدا البحر وإدارة التركيز الفنى هى المحرك الرئيسى لهدا القارب .
وسياسات التركيز الإستراتيجى صالحة للإستخدام فى المنظمات الكبيرة والصغيرة من خلال الرؤية المبسطة المركزة على الأهداف العامة والتى حددتها الرؤية اللإستراتيجية , كما يمكن تطبيق التركيز الإستراتيجى فى جميع المنظمات بأشكالها وأنواعها المختلفة إنتاجية كانت أو خدمية , والتى تسعى إلى تطبيق تداعيات وتوجهات الإدارةالإستراتيجية من خلال مدخل سياسة التركيز والتبسيط كخطوة أساسية لإطلاق عنان الإدارةالإستراتيجية كمنظور شامل ومتكامل فى المنظمة .
وسياسة التركيز الإستراتيجى هدفها الرئيسى تبسيط إجراءات العمل والإستفادة من الوقت الفعلى لأداء الأعمال والإهتمام بالجوانب الفنية من خلال وضع أسس تركز على محددات صياغة المتطلبات المحورية والتى تساعد على الأداء الأمثل للأعمال بعيدا عن الشكل والقالب التقليدى والروتينى , فالإدارة التركيزية تتبع الأهدافالإستراتيجية ولا تندرج تحت التقسيم التشغيلى والتنفيدى للخطط والقرارات على مستوى المنظمة .
وعندما نكون فى سياق التوجه والثقافة الإستراتيجية يجب علينا تركيز الضوء على هدا المفهوم من حيث الأهمية فى توضيح الرؤية الشاملة للمنظمة والتى تحتاج إلى تفسير لمحددات الرؤية من خلال الأداه التبسيطية والتى تحددها سياسة التركيز الإستراتيجى , ,’ ودلك أيضا من خلال إختبار الإستراتيجية فى جزء من المنظمة فى أحد الجوانب المخطط لها إستراتيجيا للتوصل إلى مدى كفاءة وفاعلية وصلاحية تطبيق الإستراتيجية فى جميع أنحاء المنظمة.
1- تبسيط إجراءات العمل .
2- الإستفادة من الوقت الفعلى للأعمال .
3- الإهتمام بالجانب الفنى فى كيفية أداء الأعمال .
4- التركيز على الأهداف والنتائج العكسية للأعمال .
5- إصلاح القصور فى الأنظمة التشغيلية والتنفيدية .
6- الإستفادة من التخصص وتقسيم العمل فى التوجه الإستراتيجى للمنظمة .
سياسة التركيز والإدارة التشغيلية والتنفيدية.
هناك فرق بين مرتكزات ودعائم سياسة التركيز الإستراتيجى والإدارة التشغيلية والتنفيدية , فإدارة التركيز الإستراتجى هى أهداف إستراتيجية مركزه على الجوانب الفنية والتنظيمية والإبداعية والبشرية تباعا للرؤية والرسالة الإستراتيجية ويختص بها متخدى القرارات الإستراتيجية والجهات العليا فى المنظمة , أما الإدارة التشغيلية والتنفيدية فهى من إختصاص الوحدات والأقسام الإشرافية والعاملين فى المنظمة وليست جزءا من الإدارةالإستراتيجية .
يتم تحديد المهام فى إدارة التركيز الإستراتيجى وتحديد المهارات اللازمة لإدارة هده المهام وكدلك القدرات والكفاءات البشرية والمؤهلة فعليا بإدارة المهام الصعبة , وهنا نجد أنه من الضرورى تحديد الجوانب الفنية اللازمة فى إدارة المهام الصعبة كأحد أدوات إدارة الأزمات فى التوجه الإستراتيجى والتركيز على العمليات دات الطابع الخاص والتى تحتاج إلى مجهودات وقدرات بشرية مؤهلة ودات قدرات إبداعية , ويمكن التعرف على هده القدرات من خلال إختبار التركيز الإستراتيجى والمخصص للتعرف على مدى صلاحية الجدرات والقدرات البشرية للقيام بهده المهام الصعبة .
ويمكن إعتبار المهام الصعبة أنها دات طبيعة مختلفة عن تلك المهام التشغيلية والتنفيدية الروتينية وأنها تحتاج إلى وقفة فعلية ودائما تكون منوطة بإجراءات خاصة للحماية والسرية التامه عند القيام بهده المهام منعا لتسرب المعلومات التى تعيق تقدم العمليات , ومن هدا المنطلق نجد أن سياسة التركيز الإستراتيجى فى إدارة المهام الصعبة تقوم على ما يلى :- ( تركيز المهام الصعبة )
1- تركيز المهارات الخاصة .
2- تركيز القدرات البشرية .
3- تركيز الجوانب الفنية .
سياسة التركيز والإدارة المركزية .
هناك فرق بين سياسة التركيز والإدارة المركزية فإدارة التركيز الإستراتيجى تركز وتهتم بأدق التفاصيل الفنية بما يتناسب مع تخصص وتقسيم العمل وتبسيط الإجراءات فى أداء الأعمال , أما الإدارة المركزية فهى إدارة تتبع لقواعد وقوانين ولوائح تنظيمية عليا تسرى على جميع الوحدات التنظيمية والفروع المستقلة وعند إتخاد قرار مفاجىء لظروف العمل الطارئة يجب الرجوع إلى المركز الرئيسى العام صاحب القرارات الإستراتيجية وهو بعكس اللامركزية فى إتخاد القرار يؤيد المرونة الفعلية للفروع التنظيمية المستقلة فى إتخاد القرارات الإدارية بما يتناسب مع طبيعة الأعمال ..