بتـــــاريخ : 6/14/2011 1:08:48 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1070 0


    مفهوم التنمية العقائدية

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : أحمد الكردى | المصدر : kenanaonline.com

    كلمات مفتاحية  :

    إن الإسلام المتمثل في رحمة سيد البشر عليه الصلاة والسلام وفي شخصه الكريم وعلاقته بربه والبشر ،، فما جاء عليه الصلاة والسلام إلا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ظلم الانسان والأديان إلى رحمة الإسلام ،،

    إن البشرية بدياناتها المحرفة ومذاهبها الضالة ،، عندما بعدت عما يصوره لنا إيماننا بربنا كما جاء بكتاب الله وسنة رسوله الكريم ،،
    عاشت وستعيش في تخلف عقدي في تصوراتها للرب جل في علاه ،،

    فصارت إلى ما صارت إليه من عبادة العباد ابتداءً من المرسلين عليهم السلام وانتهاء بعبادة النفس والشيطان نعوذ بالله من الخذلان وما ذاك إلا لتجاهل البشرية وجهلها عن حقيقة ما جاء به كتاب ربنا وسنة نبينا من عقائد و تصورات للرب جل وعلا تثبت يومياً بتقدم العلم الحديث ،،، ( وما قدروا الله حق قدره )

    فقوم يعبدون الأصنام وغيرهم يعبدون النجوم وبعضهم يعبدون النار وبعضهم يعبد الشمس حتى عبدوا البقر بل قد صاح صائحهم لا إله والحياة مادة ؟؟
    ... ( ظلمات بعضها فوق بعض ) ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ).. !!

    و رحلتنا إلى رب الأرض والسماوات ، رحلة تشتاق إليها النفوس وتتلهف لها الروح ، لمعرفة سر من أسرار الكون العجيب وهو عقيدة المسلم وتصوراته لخالقه جل في علاه ..

    هي رحلة ليست من نسج الخيال وعالم من النظريات والفرضيات ،، فتعوم في الفضاء السحيق فتضيع ،، كلا بل هي رحلة حق وحقيقية لعقيدة المسلم وتصوره لربه ،، نؤمن بها في داخل كينونتنا وسويداء قلوبنا .. بها نحيا وبها نموت ..

    هذا الرب سبحانه الذي له كل صفات الجمال والكمال والجلال والعزة والجبروت والملكوت !!
    هي رحلة إلى الله زادها : حبه ورجاؤه والخوف منه تبارك وتعالى ؟؟

    إن الكيان البشري مفتقر لربه بكل ما تعنيه الكلمة من معان وأنواع الافتقار ..

    افتقار لربوبيته جل وعلا ،، فمن أضاع ربه الحق ضاع أمنه النفسي !! فأصبح قلقاً تائهاً حائراً تتلقفه الفتن والشبهات بكل أنواعها ومشاربها فلا يستقر بقرار وليس له حال إلا ما أشرب من مراد نفسه وهواه فلا طمأنينة له ولا أمان ؟؟

    ( الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )

    والله جل في علاه مالك الملك فله الملك المطلق فهذا الكون كله صغيره وكبيره ما نراه وما لم نره هو ملك محض لله رب العالمين يعطي شيئاً منه لمن يشاء وينزع ما يشاء ..

    ألا له الحكم والأمر تبارك الله رب العالمين فهو يدبره كما يشاء كيف يشاء...
    إن الرب في عقيدة المسلم وتصوره هو سبحانه الخالق لكل مخلوقاته في واسع كونه الذي لا يعلم حدوده ومنتهاه إلا هو تبارك وتعالى ، وهوالمتكفل برزق كل دائبة في السماء والأرض ،، فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ،،

    إن الكيان البشري مفتقرلأسماء ربه الحسنى فبها يدعو العبد ربه ويرجوه ويفتقر بها إليه فله سبحانه الأسماء الحسنى بتمام المعنى وكمال المنتهى !!
    فإن قيل الله أكبر فلا أكبر منه سبحانه ،، فإليه منتهى الكبرياء والعظمة ..

    والعبد أحوج ما يكون لمعرفة صفات ربه جل في علاه ليتعرف في عقيدته وتصوراته لصفات الجمال والجلال والكمال المطلق لربه جل وعلا ؟؟

    وبعد هذا التبسيط ،، لنستعد لرحلتنا العقائدية التصورية ،، نخترق هذا الكون الفسيح ليستقر بنا المقام أمام مالك الملك العظيم ،، عظيم بملكه وعظيم بكبريائه وعظيم في ذاته وجلاله ،، تعالى الله وجل الله أعظم من يرجى ومن يخاف تعالى الله وجل الله أعظم ما فاهت به الأفواه ،، قدوس قهار جبار ،، رحيم رحمن غفار ودود ،،
    سبحانك ربي ما أعظمك ،، سبحانك ربي ما أحلمك ،، سبحانك ربي ما أرحمك ،،

    والآن
    هيا نهيأ أنفسنا وقلوبنا لنقف بين يديه تبارك وتعالى لنتصور بقلوبنا كبريائه وجلاله ـــ بدون تمثيل له جل جلاله بشيء من خلقه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) مع الإيمان التام الكامل بصفاته التي جاءت بالقرآن والسنة كما يريد ويحب ربنا ويرضى ،،

    أفرغ قلبك وعقلك الآن من الشواغل وتعال معي ننطلق بكامل شعورنا وأحاسيسنا :

    وانطلق من داخل حجرتك التي أنت بها إلى أعلى بيتك ثم طر عالياً فوق الحي الذي تسكنه ،، ثم فوق الأحياء بمدينتك ،، ثم حلق مع هام السحاب فوق مدينتك ،، ثم انطلق معي إلى الفضاء ولننظر مكاننا الذي تركناه لنرى حجمنا وقدرنا ،،

    ثم لنخترق السماء الدنيا ولننظر للخلف لكوكبنا الأليف الأرض أين هو مع ما نراه من كم هائل من النجوم والكواكب ثم أنظر للجهة اليمنى واليسرى كم نرى من مجرات وما فيها من ملايين النجوم والكواكب ؟؟
    وانظر لاتساع الكون من حواليك كم من عدد هائل من المجرات ( ملايين وملايين المجرات ) كم حجمها أين أنا وأنت منها ما هو حجمنا منها ؟؟؟

    ياالله !!!

    كون واسع فسيح لا يعلم قدره وابتداءه ومنتهاه إلا الذي خلقه وأوجده من العدم سبحانه وتعالى !!

    والآن آن الآوان لرحلتنا عبر الفضاء واختراق السماوات أن تنتهي ؟؟

    لنضع رحالنا وضعف حالنا عند الملأ الأعلى !!
    حيث سدرة المنتهى وهو انتهاء كل العالم السفلي عندها ،، وسدرة المنتهى لا يتجاوزها أي ملك حيث يكون بعدها عرش الرب تبارك وتعالى والكرسي ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) وهنا في الملأ الأعلى تختلف كل الموازيين فلا المكان كالمكان ولا الزمان كالزمان ولا الخلق كالخلق الذي نراه ؟؟
    ( فتبارك الله أحسن الخالقين )

    و في بعض الأحاديث أن بين كل سماء وسماء مسيرة خمس مائة عام وسمك كل سماء خمس مائة عام ,, وبعد السماوات يكون بحر من ماء عظيم مسيرته أيضاً خمس مائة عام ؟؟ كون عظيم وخالق أعظم سبحانه وتعالى ،،

    ومن هم سكان الملأ الأعلى ؟؟
    هم خلق آخر بهيئة أخرى لا شبيه لهم ولا نظير !!
    ليسوا بشر ولا جن !!

    هم ملائكة كرام خلقهم الله من نور لا يعصون الله ما أمرهم أبداً ويفعلون ما يأمرون ،، لا يتناسلون ولا يتكاثرون ،، ولا يأكلون ولا يشربون ؟؟؟
    فهم بأمر الله عاملون ومن خشيته مشفقون !!

    وما أسماؤهم وما عملهم وما أوصافهم وما حجمهم ؟؟؟

    إن أسماؤهم منها ما ذكر في القرآن الكريم ومنها ما صح عن رسول الله عليه الصلاة و السلام ،، فمنهم حملة عرش الرحمن ،، ومنهم خدم أهل الجنة ،، ومنهم زبانية جهنم نعوذ بالله ومنهم العاملون فيها لعذاب أهل جهنم غلاظ شداد ،، ومنهم جبريل الموكل بالوحي ،، و ملك الموت الموكل بقبض الأرواح ،، و إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور ،، ورضوان خازن الجنة ،، ومالك خازن النار ... عليهم السلام .

    وغيرهم كثير ممن جاء النص بذكر أسمائهم وممن جاء النص بأعمالهم أو أصافهم بغير ذكر أسمائهم ،،

    وهم حق حقيقة من عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ولا يكشفه إلا الله لمن يشاء من عباده المرسلين ،، ومنهم من يشارك المؤمنين في تثبيت قلوبهم ومنهم من يرسله الله لأعداء عباده المؤمنين لتدميرهم وتعذيبهم ولأعمال يأمرهم الله بها في الأرض أو غيرها كالجنة والنار...

    وقد يتمثلون بصور شتى بصورة البشر أو غيرهم كما صح عن جبريل عليه السلام أنه جاء بصورة بشر وكما جاء عن ضيف ابراهيم عليه السلام جاؤا بصورة بشرية ،، ولله الحكمة فيما يخلق ويختار ويأمر !!

    وأما أوصافهم وأحجامهم :
    فهم يتفاوتون في ذلك عليهم السلام !!
    فمما جاء في وصف حملة عرش الرب تبارك وتعالى ما روى أبو داود عن النبي صلى الله عليه أنه قال : ( أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش : إن ما بين أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام ) وفي رواية ابن أبي حاتم ( تخفق الطير سبع مائة عام ) ـ كتاب شرح الطحاوية/العرش والكرسي ـ

    ومما جاء في وصف جبريل عليه السلام أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما رأى جبريل في غار حراء ، رآه على هيئته التي خلقه الله بها فكان له ست مائة جناح قد سد بها الأفق ما بين المشرق والمغرب كما صح ذلك في صحيح البخاري

    ومع عظمتهم هذه إلا أنهم يرتعدون خوفاً عند سماعهم أمر الباري بكلامه، كما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله : ( إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي ، أخذت السماوات منه رجفة ـ أو قال ـ رعدة شديدة خوفاً من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا ، وخروا لله سجداً ، فيكون أو من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل على الملائكة ، كلما مر على سماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل : قال الحق ، وهو العلي الكبير ، فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل ، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل ) رواه أبودود بنحوه

    لا إله إلا الله محمد رسول الله

    هذا شيء من عظمة الرب تبارك وتعالى وهو كلامه تصعق له الملائكة مع عظم خلقها خوفاً وإجلالاً وتعظيماً لله إذا تكلم جل وعلا !!

    وعند هذا وصل بنا المقام لوصف عظمة الخالق تبارك وتعالى ،، كما جاء في كتاب ربنا وسنة نبينا عليه السلام :

    فالله جل وعلا محجوب بفيض نوره العظيم عن جميع خلقه إلا من شاء إلى يوم القيامة ،، وما بعد القيامة فسيرى المؤمنون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر كما نص بذلك القرآن العظيم ( وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة ) وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، ( إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون القمر ليلة البدر ليس بها سحاب ،،

    فصح الحديث عند مسلم وغيره قوله عليه الصلاة والسلام ( إن حجابه النور لو كشفه عن وجهه لأحرقت سبحات وجهه الكريم ما انتهى إليه من خلقه )
    والسبحات هي : جماله وجلاله وبهائه وكماله وعظمته تبارك وتعالى ـ كما في شرح العقيدة الطحاوية ..

    وعرشه على الماء جل وعلا كما في سورة هود ( وكان عرشه على الماء ) ..
    وما صح في البخاري وغيره ( كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء )
    إذن ما بين العالم العلوي والعالم السفلي والفاصل بينهما هو الماء مسيرته خمس مائة عام كما جاء في بعض الأحاديث وعليه عرش الجبار تبارك وتعالى ،،
    والعرش لله هو مكان استوائه سبحانه وتعالى ( والعرش لا يقدر قدره إلا الله تبارك وتعالى ،، والكرسي ـ وهو مكان موضع قدمي الرب جل جلاله ) رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال صحيح على شرط الشيخين .
    قال سبحانه ( وسع كرسيه السموات والأرض ) ـ

    وثبت عند ابن جرير بسنده عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ـ صحراء ـ ) رواه البيهقي في الأسماء والصفات .
    فسبحان الله العظيم على عظيم خلق السماوات السبع وما فيها من مخلوقات الله .
    فهي كحلقة ملقية في صحراء لحجم الكرسي موضع قدمي الرب تبارك وتعالى !!

    وفي ليلة المعراج لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تجاوز عليه السلام سدرة المنتهى وتشرف بعظيم الشرف للقاء الله فإذا بجلاله العظيم ونور وجهه الكريم يحول دون رؤية النبي لربه ـ وهو ما صح عن عائشة رضي الله ـ فجاء عنها في صحيح مسلم عندما سئل عليه السلام هل رأيت ربك ؟؟ قال عليه الصلاة والسلام :
    ( نور أنى أراه ؟؟ ) لكن ابن عباس رضي الله عنهما خالف قول عائشة وصح فيما روي عنه رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام لما سئل قال ( نور إني أراه !! ) وهذا رأيه رضي الله عنه وهو أن رسول الله رأى الله جل وعلا وأستدل بالآيات في سورة النجم ومن خالفه قال أنه عليه الصلاة والسلام إنما رأى جبريل وهذه الآيات من سورة النجم تخص جبريل عليه السلام ... والله تعالى أعلم

    وبعد رحلة العقيدة والتصور ( أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )

    ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )

    وصلى الله وسلم على حبيبنا وقرة عيننا محمد ابن عبد الله.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()