نرى أنه لا بأس بهذا التحدث؛ فقد فعله كثير من العلماء، وأنشأوا مناظرات خيالية بين الليل والنهار، وبين الشمس والقمر، وبين البخل والكرم وأشباهها، بحيث إن الممثل يذكر كلام كل واحد، ومدحه لنفسه وعيبه للثاني، أو ذكر آثاره ومنافعه وما أشبه ذلك، وهكذا كثير من الذين كتبوا في الأدب كما فعل الحريريُّ في المقامات وغيره. فمتى كان هذا التحدث فيه مصلحة وفائدة وموعظة لمن سمع ذلك فلا بأس بذلك، ولو كان خيالًا، لأن السامعين يعرفون أنه ليس حقيقيًا. وإنما الممثل كأنه ينطق على لسان ذلك الخيال، بمعنى أنه لو تكلم لقال هذا. والله أعلم.
|