أرى كراهية هذه الأسماء، سواء للرجال أو للنساء، فأما أبرار، ففيه تزكية، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم غيَّر اسْمَ بَرَّة وَسَمَّاها زينب وقال: إنها تُزَكِّي نفسها، الله أعلم بأهل الْبِرِّ منكم وأما أفنان: فأخُذ من قوله تعالى: ذَوَاتَا أَفْنَانٍ في صفة الجنة، وذلك أيضًا فيه تزكية لمن يُسَمَّى بذلك، وهكذا اسم جَنَّة ولو قُصد بذلك جنة الدُّنيا، فإن هذا الاسم قد لا ينطبق على من تسمى بذلك من رجل أو امرأة. وهكذا كوثر، هو نهر في الجنة أعُطيه النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ وهو اسم مُذَكَّرٌ على وزن جَعْفر، فتسمية النساء به مُخالفة لوضعه، وقد لا يكون الْمُسَمَّى به ينطبق عليه وصف الكوثر، سواء قيل: إنه النهر في الجنة، أو إنه الخير الكثير.
وكذا آية، أكره التسمي به، ولو أنه ينطبق على كل مولود، وكذا ملاك: وهو اسم مُذكر، واشتقاقه من الْمَلَك، وكذا اسم إيمان، هو أيضًا لفظ مُذَكَّرٌ، وفيه تزكية لمن يُسمى به، وهكذا اسم حَسَنة فالحسنة هي العمل الصالح، وقد لا يكون ذلك مُسَمًّى ممن يصدق عليه أنه حسنة.
|