وبكى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الميت، وقال: إنها رحمة مع أنه لعن النائحة والمستمعة .
قوله: (وبكى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الميت... إلخ): أما البكاء على الميت ففي الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- بكى عندما رفع إليه طفل -وهو ابن بنته- ونفسه تتقعقع ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال:
فبكى على الميت، وقال: أنها رحمة، ولما مات ابنه إبراهيم بكى أيضا، وقال:
ففرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين البكاء وبين غيره. ولما حضر عند بعض أصحابه ثم بكى فبكوا، كأنهم استغربوا ذلك، فقال:
يعني: اللسان، كأنه يحثهم على الصبر والتسلي وعدم رفع الصوت. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن النياحة، فقد: لعن النائحة والمستمعة وبرئ من الصالقة والشاقة والحالقة . والصالقة هي: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والشاقة هي: التي تشق ثوبها، والحالقة هي: التي تحلق شعرها أو تنتفه، وليس هذا خاصا بالنساء، ولكن كأنه الأغلب، وقال -صلى الله عليه وسلم-
ولد خص الجيوب لأن العادة إذا جاءهم خبر ميت، فإن المرأة أو نحوها تمسك جيبها وتشقه حزنا على ما حصل لها من فراق هذا الميت.