د. العيسى: ما أثير لا يستند إلى تأييد منطقي على أرض الواقع
تحذيرات من دواءين يتناولهما 21٪ من سكان السعودية قد يسببان السرطان
د. عبدالله العيسى
متابعة- محمد الحيدر:
أثارت تحذيرات أطلقتها هيئة الدواء والغذاء الأمريكية، مخاوف مرضى الاكزيما، في السعودية، والذي يعاني منه 21٪ من السكان بسبب مخاطر يسببها عقاران يستخدمان لعلاج المرض، وأنهما قد يسببان سرطان الجلد لمستخدميهما، في وقت فرضت على الشركات المصنعة إدراج تحذير في صندوق اسود على عبوات الدواءين.
وجاء تحرك الهيئة عقب توصيات أصدرتها لجنة تابعة العام الماضي توصي بأن دواءي «اليديل» و «بروتوبك» يجب أن يستخدما فقط بعد أن تفشل علاجات الاكزيما الاخرى.
وبالرغم من أن الهيئة أعلنت عن تلقيها نحو 78 إصابة بالسرطان منذ شهر تشرين الأول الماضي من بينها سرطان الجلد والعقد اللمفاوية عند مرضى عولجوا بالدواءين، إلا أن استشاريين سعوديين في الأمراض الجلدية في الرياض، وصفوا بأن ما يتعرض له هذان العقاران لا يتعدى كونه عبارة عن حرب شركات أدويةبعضها مع البعض، وأنهما أي الدوائين،سحبا البساط من أدوية أخرى لعدم احتوائه على مادة الكورتيزون، والتي تسبب زيادة الشعر وتغير في شكل الجلد ورهافته بالجلد، وظهور الشعيرات الدموية على الجلد بسبب فقدان سماكته.
وذكرت مصادر طبية بأن الدواءين موجودان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، ومستشفيات الحرس الوطني، بينما يوجد دواء «اليديل» في مستشفيات وزارة الصحة والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، والصيدليات الأهلية، وهي موجودة منذ ثلاث سنوات تقريبا في السوق السعودية، ولا يوجد مثل هذا التحذير على عبوات الدواء.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الرياض» أمس بالدكتور عبدالله بن محمد العيسى استشاري الأمراض الجلدية وعضو الجمعية السعودية لأمراض الجلد وجراحته لأخذ رأيه كمتخصص في هذا الجانب حيث قال: ان التحذير من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ليس بالجديد، بل هو قديم، منذ عام تقريباً، وما أثير بان العقارين قد يسببان السرطان ماهو إلا اشتباه ولم تثبته المصادر العلمية، وبالتالي ليس له تأييد منطقي على ارض الواقع، والسرطانات التي ظهرت ليس لها علاقة بالخلايا التي يعمل عليها الدواءين، واطمئن المرضى باستخدامه وفق توجيهات ومتابعة الطبيب المعالج.
وأشار إلى أن وضع ملصق التحذير في صندوق اسود معمول به في أمريكا فقط، دون الدول الأخرى، لتلقي هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اتهامات بقصورها في متابعة الأدوية، وقامت بوضع تحذيرات على الأدوية حتى بمجرد الشك فقط.
وأضاف الدكتور العيسى أن توصيات الهيئة تشير إلى عدم تناول الأطفال ممن هم دون السنتين للعلاج، وذلك بسبب أن امتصاصه للدواء يكون عاليا من الجلد، والتوصية الأخرى عدم استخدامه لفترة أكثر من ستة أسابيع، وهذا إجراء وقائي، أي يستخدم بصورة متقطعة، وهذه التوجيهات متبعة في دول أوربا والشرق الأوسط، ومنها السعودية، بدون وجود الصندوق الأسود، مؤكداً بأن الاوربيين رفضوا وضع التحذير بسبب عدم وضوح تبريرات منطقية، إضافة إلى أن منظمة الجلد العالمية رفضت هي الأخرى.
وقال الدكتور العيسى أن خمس سكان المملكة مصابون بمرض الاكزيما وبنسبة 21٪ تقريبا ويعود السبب الأبرز في ذلك هو الوراثة وتعد هذه النسبة عالية جدا مقارنة بالنسب الاخرى التي لا تتجاوز 13٪، وهنا اطمئن المرضى بمامونية العلاج، وقد كنت في سان فرانسيسكو الأمريكية لحضور المؤتمر العالمي للأمراض الجلدية والذي أقيم في 3 إلى 7 مارس الجاري، وكان هناك تطمين من الجميع، والتأكيد على عدم إثارة المخاوف. وكانت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية قد أشارت في بيان لها إلى مخاطر تسبب علاجين مستخدمين لمرض «الأكزيما» لسرطان الجلد وتطالب الشركات المصنعة بتضمين شارة «الصندوق الأسود» التحذيرية ي ملصقات المنتجين.
وجاءت خطوة الدائرة إثر توصيات إحدى لجانها الاستشارية في فبراير/شباط الماضي بتضمين ملصقات تحذيرية في كريم «إليديل» Elidel Crem و مرهم «بروتوبيك Protopic ointment».
ويشير تضمين «الصندوق الأسود» في ملصقات الوصفات الطبية إلى تعاظم مخاطر الآثار الجانبية للعلاج.
وفي هذا السياق قالت الناطق باسم دائرة الدواء والغذاء الأمريكية «التحذير من خطر محتمل، ومن إمكانية حدوث شيئ على المدى البعيد يتطلب المزيد من الابحاث والدراسات».وقال نائب مدير قسم عقاقير الأمراض الجلدية والأسنان بالدائرة، د. ستانكا كوكيش، إن الدائرة تلقت 78 حالة إصابة بالسرطان من بينها سرطان الجلد وأورام لمفاوية lymphoma من بين مستخدمي المنتجين.
وأشارت الدائرة في وقت سابق من العام الماضي أنه بجانب حالات الإصابة القليلة بالسرطان بين الأطفال والبالغين أظهرت تجارب مخبرية ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان المترافقة باستخدام العلاجين بين الحيوانات.
وذكرت دائرة الدواء والغذاء أنه بالرغم من عدم الوصول إلى إجابات قاطعة حول مدى أمان استخدام العقارين على المدى الطويل إلا أن الأبحاث التي تجريها الجهات المصنعة قد تستغرق أعواماً.
هذا ويقدر عدد مستخدمي علاجي «الأكزيما» بقرابة 10 ملايين شخص.