بتـــــاريخ : 9/14/2008 6:51:09 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1112 0


    ندم الحياة المر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    بردانةٌ حمصُ التي نامتْ‏

    بلا شعراءَ!!!‏

    تبكي شَتْلَةُ القمحِ الصغيرةُ‏

    في جديلتها،‏

    ويسقط طائرُ الأحزانِ ميتاً‏

    قربَ زهرتَها اليتيمةِ‏

    والأغاني ذابلهْ!‏

    بردانةٌ..‏

    والليلُ ذئبٌ جارحٌ في الريحِ‏

    يعوي في أعالي التلّ!‏

    والأمطارُ توأمُهَا الجريحُ‏

    على جذوعِ النخلِ‏

    والصورُ القديمةُ آفلهْ!‏

    بردانةٌ حمصُ اليتيمةُ بالبكاءِ‏

    وقلبُهَا أرجوحةٌ لليلِ‏

    مرّ العاشقونَ ولم يَرَوْهَا‏

    عند نَبْعِ الصيفِ جالسةً‏

    تسرّحُ شعَرْها قبلَ الغيابِ..‏

    ولم يَرَوا ذاك الهلالَ الطفلَ‏

    في الأهدابِ‏

    كي يتأمّلوهُ مشرّقاً‏

    مثلَ النبيِّ إلى الصلاةْ!‏

    لم يَسْمَعَوا‏

    طيرُ الحفيفِ الغضِّ‏

    يحرثُ في براري النهدِ‏

    بستاناً من الريحانِ..‏

    والرمانَ‏

    قبلَ سقوطهِ فوقَ الخريفِ‏

    ليقطفوهُ‏

    وما رأوا في روحها‏

    تلكَ السحابةَ‏

    وهي تشردُ كالغزالةِ في الفلاةٌ‏

    حمصُ التي كانتْ على شَجَرِ الغروبِ‏

    حمامةَ العشاقِ‏

    تشرعُ في المدى عينينِ متعبتينِ‏

    لا قمرٌ ليؤنسَ حزنها‏

    في الليلِ‏

    لا نجمٌ يمزقُ ظلمةَ البستانِ!‏

    أينَ الآنَ ديكُ الجنّ؟‏

    نسرُ العاشقينَ على‏

    تلالِ الأرزِ‏

    - أغمدَ سيفَهُ المثلوم‏

    في غمد الِبكاءْ!‏

    يا طائرَ السهرِ البعيدِ!‏

    بلغتُ هذا الحزنَ‏

    لكن أينَ ديكُ الجنِّ‏

    -بليلُ روحها المجروحُ!‏

    :يحفرُ في عراءِ الأرضِ‏

    حفرتَهُ الأخيرةَ‏

    ضارباً للموتِ ناقوسَ الحداءْ!‏

    تلقيهُ أجراسٌ من الندمِ الحزينِ‏

    على ضريح حِدادهِ النائي،‏

    ويطعنُ حزنه بالدمع صبّارُ الشتاءْ!!‏

    /لا وردُ/ آتية من الينبوع،‏

    حاملة إليه الماءَ‏

    كيما يرقص المزمارُ‏

    في أضلاعهِ التعبى‏

    وتقفزَ كالربابةِ روحُهُ‏

    فوق الأغاني..‏

    لا امرأةْ‏

    ليرشَّ زرقةَ صدرِها بالزهرِ والريحانِ،‏

    يتركَ قلبَها للغيم..‏

    لا امرأةٌ سوى ندمِ الكتابهْ!‏

    ندمِ السكينةِ حين تلمسُهَا الكآبهْ! وردُ الصدى،‏

    ندمُ الحياةِ المرُّ،‏

    رجعُ خريرها في الروحِ‏

    .. طعنةُ خنجرٍ في خصرها البدويّ‏

    وردُ الهدهدُ الأبديّ‏

    في أحلامنا البيضاءِ،‏

    سنبلة الدموعِ على شبابيكِ النساءْ!!‏

    وردُ السحاباتُ التي مرَّتْ‏

    بلا مَطَرٍ على أعمارنا في الصيفِ‏

    وردُ الصورةُ الثكلى لحمصَ الأرملهْ!!‏

    والنايُ قبل بكائهِ الموصولِ‏

    في العاصي،‏

    وأشجارُ الحدادِ المُسْبَلَهْ!‏

    والرغبةُ العمياءُ‏

    تحفرُ في جراحِ الروحِ مجراها!،‏

    ومزمارٌ على النسيانِ..‏

    موالٌ لبدوٍ راحلينَ‏

    إلى صحاري الليلِ‏

    وردُ الدمعةُ الصمَّاءُ تحتَ الهدبِ.‏

    تصويتُ المزاميرِ التي تبكي‏

    على قمرِ الغيابْ!!‏

    كم أغنيهْ؟‏

    ستعيدُ روحي كي تراها،‏

    كم غرابْ؟‏

    سيرافقُ الأحزانَ نحو ضريحها!‏

    وردُ الصدى الباكي على جيتارةٍ‏

    خَلُصَتْ،‏

    وسطرٌ من تراتيل السرابْ.‏

    شجرٌ يصفّقُ في عراءِ الريحِ،‏

    والقمحُ الذي ينمو على هدبِ الأناجيلِ،‏

    المراثي حين يكبرُ عاشقٌ‏

    ليحبَّ عذراءَ الضبابْ‏

    هل حمصُ (وردٌ) ثانيهْ؟‏

    ولِدَتْ من العاصي‏

    لتعصمنا من النسيانِ..‏

    أم أيّوبةٌ ربطتْ جديلتها على شجرِ الخريفْ؟!‏

    هل حمصِ أمٌّ ثاكلهْ؟‏

    فَقَدْتْ حمامتها على دربِ الحفيفْ‏

    أم شَجْرَةٌ لقبور منسيينَ‏

    يرعاها حمامُ الموتِ!‏

    والأشباحُ تهدلُ في أعاليها،‏

    ويحرسُ حزنَها قمرٌ كفيفْ!‏

    أم قريةٌ؟‏

    يرتادها العشّاقُ في أيلولَ‏

    كي يتأمّلوا معنى الحياة!‏

    وينحتوا فيها تماثيلَ الفراقِ‏

    التائبهْ!‏

    أم حانةٌ مهجورة عندَ المغيبِ‏

    تشيخُ خلفَ سياجها ناعورة الأيامِ‏

    موجعةَ العويلِ!!‏

    ويرفعُ الحطّابُ فأس حياتهِ‏

    الباكي‏

    ليقطعَ ظلَّهُ من جذعهِ،‏

    ويخبَّ خلفَ العاصفهْ!‏

    بردانةٌ حمصُ الصغيرةُ في السنينِ وخائفهْ!‏

    ملقى على أكتافها الصفصافُ..‏

    والحَوْرُ العتيقُ يظلُّها،‏

    ويرقرقُ العاصي أغانيهِ الحزينةَ‏

    تحت ساقيها..‏

    وألمحها هناكَ‏

    تميلُ فوقَ الماءِ كالعذراءِ‏

    تاركةً سنابلَ شَعْرها للموجِ‏

    ألمحها على طرفِ البحيرةِ كاليمامةِ‏

    باكيهْ.‏

    حمصُ التي ولدتْ على صوتٍ‏

    يقولُ لها:‏

    يحبكُ آخرَ الأيامِ خيّالٌ‏

    تَلِدْهُ الشمسُ من رَحِمِ المياهِ‏

    الساكنهْ‏

    يمشي إليك كأنهُ‏

    بدرٌ بسبعِ (حمائمٍ) بيضاءَ‏

    يرفعُ خصركِ للريحِ‏

    كالقلمِ الجريءْ‏

    ويشقُّ غيباً كاملاً‏

    في الظلمةِ الثكلى‏

    ليشعلَ نجمةَ الأعراسِ‏

    فوقَ سريركِ العذريّ‏

    كالثلجِ البريءْ‏

    لكنّني ما زلتُ ألمحها‏

    وراءَ النهر‏

    جالسةً على سفحِ الغروبِ..‏

    كأنها عذراءُ للنسيانِ‏

    أو أيقونةُ الماضي .‏

    تحدقُّ في غيابِ الشمسِ‏

    كالأمِّ الحزينةِ‏

    بانتظار زمانِ فارسها المغيّب‏

    أنْ يجيءْ .‏

    ما زلتُ ألمحها بمفردِ روحها‏

    في آخر العاصي‏

    تعمِّرْ حزنَهَا للغيمِ‏

    راثيةً أغانيها على التفّاحِ..‏

    ألمحها بمفردِ روحها‏

    ترعى النواعيرَ العتيقةَ‏

    بين أطلالِ الحدا!‏

    لا تصرخي!‏

    (ما في حدَا)‏

    إلاّ الصدى!.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()