|
تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
|
تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة |
كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية، والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرًا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل. وقد فطر الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم على طهارة القلب؛ ليكون على تمام الصلاحية لتلقي شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله. ونشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصًا لله تعالى، حنيفا لم يعرف الشرك، فكان بأصل فطرته مبغضًا لهذه الأوثان، نافرًا من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدًا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها، وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد. والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلي في غار حراء من كل سنة شهر (وكان يوافق ذلك شهر رمضان)، يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته ، وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعًا أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته. ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة. وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين. وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أي أنها تتحقق في اليقظة مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم. |
|