لا بد من التنبيه أولا أن ما اكتشف من إعجاز عددي في القران الكريم ليزيد المؤمن إيمانا و الموقن يقينا. وإني سأذكر بعضا مما اكتشفه العلماء جزاهم الله خيرا فالعقل مثلا ذكر 49 مرات و كذلك النور 49 مرة؛ و ذكر الملائكة 88 و الشيطان و الشياطين 88؛ و الدنيا 115 و الآخرة 115 ...
كما ذكر لفظ "يوم" 365 و هي تحديدا عدد أيام السنة و ذكر لفظي يومين و أيام 30 مرة على عدد أيام الشهر بينما الشهر ذكر 12 مرة على عدد شهور السنة.
أما محمد عليه أفضل الصلاة و السلام فذكر في القران 4 مرات و أحمد مرة واحدة فيكون ذكره صلى الله عليه و سلم إذا خمس مرات و كذلك الشريعة ذكرت خمس مرات بالصيغ الآتية : شِرْعَة (المائدة 48) و شُرَّعًا (الأعراف163 ) و شَرَعَ (الشورى 13) و شَرَعُوا (الشورى 21) و شريعة (الجاثية 18).
و ينبغي التذكير إن العدد خمسة له مكانته و قيمته في الإسلام كما هو معلوم بالبداهة لدى الكثيرين، فأركان الإسلام خمسة و عدد الصلوات خمس. من عجائب القرآن أن كلمة"أذَّنَ" تكررت مرتين، وكلمة "مؤذِّنٌ" تكررت مرتين، وكلمة "أَذِّنْ" وردت مرة واحدة ويكون المجموع خمس مرات بعدد مرات الأذان، فلا نملك إلا أن نقول: الله أكبر!!
فضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، وذخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهرا أمامي وشهرا خلفي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال موسى: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة.
قال لي موسى: فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت ربي، فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت ربي فقال: هن خمس وهي خمسون، فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة، وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على المنفرد...
و يجدر التنبيه على أن الشريعة في لغة العرب الطريق الموصل إلى الماء و هوالموضع الذى ينحدر إلى الماء منه و كذلك موردُ الماء الّذي يُستقى منه بلا رِشاءٍ(أي حبل) كما جاء في لسان العرب . و أما الشريعة اصطلاحا فهي ما شرعه الله لعباده من الدين ، مثل الصوم والصلاة والحج.. وغير ذلك ، وإنما سمى شريعة لأنه يقصد ويلجأ إليه، كما يلجأ إلى الماء عند العطش، ومنه قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها}الجاثية:18، وقوله تعالى{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} المائدة:48.
بعد هذا نطرح سؤالا : لماذا إذا محمد صلى الله عليه و سلم و الماء ؟
لقد ذكر الماء في القرآن الكريم 63 مرة و أي مسلم تسأله عن هذا الرقم سيجيب 63 هو عمر و حياة النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
فنستنتج إذا الآتي : إذا كان الماء سببا في حياة الجسم فمحمد حياة الفكر – القلب – الروح.
نسبة الماء على الأرض
إن كلمة البر 12 مرة + و كلمة يبسا مرة واحدة = 13 مرة و البحر ذكر 32 مرة و المجموع 45 إذا تكون النسبة المئوية للبر 28.8888 في المائة بينما نسبة البحر 71.1111 في المائة للبحر وقد يقترب الإنسان من هذه النسبة.
محمد صلى الله عليه و سلم يشبه نفسه بالغيث و الغيث هو المطر:
وعن أبى موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجاذب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من َفقُه في دين الله ونفعه الله بما بعثني به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به” أخرجاه في “الصحيحين.
ونقل عن ابن القيمفي تفسيره القيم عنقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) الأنفال 24: تضمنت هذه الآية أمورا : أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله و رسوله, فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له, فمن لم يستجب كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين باقي الحيوانات , فالإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة : حياة بدنه التي لا يدرك قيمتها إلا من وقع في الضرر و هذه الحياة إذا قلّت نال صاحبها ألم و ضعف بحسب ذلك , وكذلك كانت حياة المريض و الحزين و صاحب الهم دون حياة من لم يعاني ذلك .
و الحياة الثانية حياة قلبية روحية ... و هذه هي التي يميز بها بين الحق والباطل و الغي و الرشاد ...وهذه الحياة تفيد قوة التمييز بين النافع والضار ... كما أن الإنسان لا حياة له حتى ينفخ فيه الملك الذي هو رسول الله من روحه ؛ فيصير حيا بذلك النفخ وكان قبل ذلك من جملة الأموات ؛ فكذلك لا حياة لروحه و قلبه حتى ينفخ فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الروح الذي ألقي إليه و كذلكم القلب و الروح لا حياة فيها حتى يلقي فيها الرسول الروح .
كما للماء فوائد كثيرة و يكفي له شرفا أن الله جل جلاله جعل منه الحياة : "و جعلنا من الماء كل شيء حي، أفلا يؤمنون" بل ذهب الاتحاد الياباني للأمراض بنشر التجربة التالية للعلاج بالماء حيث بلغت نتائج نجاحه حسب إفادة الاتحاد 100% بالنسبة للأمراض القديمة والعصرية. إن شرب كوب كبير من الماء قادر على تهدئة الأعصاب فوراً عند التعرض لصدمة عاطفية أو ضغط مفرط، حيث يؤدي الإجهاد إلى سلب الماء من الجسم، مما يولد الإحساس بجفاف الفم. لذا، يكفي شرب لتر ونصف من الماء يوميا لوقف هذه الحلقة المفرغة.? و أظهرت الدراسات الحديثة أن الماء يلعب دورا مهماً في تخفيف الوزن وحماية الإنسان من الأمراض وخاصة الخبيثة منها.
ذكرت الدكتورة سوزان كلاينر، أخصائية التغذية الأمريكية، أن الماء يساعد على التخلص من السموم، ومقاومة الجوع فضلا عن دوره في المحافظة على مرونة المفاصل ومنع تشكل حصوات الكلى المؤلمة. وأشارت إلى أن الماء قد يساعد أيضاً في الوقاية من أورام سرطانية معينة مثل سرطانات الثدي و القولون و البروستات والكلى، لذلك ينصح بتناول لتر ونصف من الماء يوميا وتجنب الإكثار من المشروبات الغازية لاحتوائها على الأملاح التي تشجع الجسم على تخزين الماء.
كما تبين أن نقص كمية الماء داخل الجسم و الاستهانة بالعطش يؤثران بشكل ملحوظ على مستوى ذكاء الإنسان هذا ما أكدته إحدى الدراسات الطبية التي أجريت في بريطانيا وقد أوصى القائمون على الدراسة بضرورة شرب كميات من الماء والسوائل تتراوح مابين 6الى 8 لترات يومياً حتى يحافظ الجسم عل المعدل
الطبيعي للمياه بداخله ومن ثم الحفاظ على مستوى الذكاء الذي يتطلب وجود نسبة معينه من الأملاح المفيدة والتي توجد فقط في المياه.
إذن الماء هو العنصر الأساسيّ لنظافة الجسم والبيت والأشياء الأخرى، فهو ينظف الأوساخ ظاهرها وباطنها كما ينعش الإنسان ويريحه من التعب، ويفيد الماء أيضا في إزالة الشعور بالإرهاق والقلق ويساهم في تخفيض الأمراض لدى الإنسان ويزيل الطاقة الكامنة التي تتسبب في وهن الجسم، تلك الطاقة الكامنة في الجسم ولا يستطيع الإنسان رؤيتها بالعين المجردة لكننا نحسّ بها في بعض الأحيان عند قيامنا بحركة خلع قميصنا الصّوفي فينبعث صوت، أو عندما نلمس شيئا نحسّ كأنّه لسعة كهربائية تهزّ أجسامنا، كما نحسّ أحيانا بانتفاش الشعر. هكذا يتخلّص الإنسان من كلّ ذلك عندما ينّظف جسمه فيحسّ
|
إن جزيئة الماء المثلجة خماسية كل واحدة محاطة بأربعة على شكل هرم. |
أنّ جسمه خفيف نشيط ويحسّ بالرّاحة الكاملة مثلما يساهم طلوع الشّمس بعد يوم ممطر فى بعث البهجة والفرحة في القلوب لأنّ الماء يقضى على تلك التراكمات الموجودة في الجسم والباعثة على القلق والوهن و في الأخير لا بد من كلمة عن "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم" : وروى الطبراني وابن حبانعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم , في طعام الطعم , وشفاء السقم)) و رواة الحديث ثقات كما قال المنذري.
وطعام الطعم : يعني يشبع الإنسان من مائها إذا شربه كما يشبع من الطعام إذا أكله والطعم ـ بضم فسكون ـ : الطعام وشفا سقم : أي يزيل المرض ويبرئ العلة, والسقم ـ بضم فسكون وفتحتين ـ هو المرض.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الأداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم.))
كما في حديث الدعاء بعد الوضوء ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) و دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم طهرني من خطاياي بالماء والثلج والبرد).