الحلقة 2:
زمرة الطائعين
الزمرة التي نبدأ بها هي زمرة الطائعين لقوله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) النساء) زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء معروفة لا نتحدث عنها. نتحدث عن الزمرة الرابعة التي أرفقها الله تبارك وتعالى بهم وقال (وحسُن أولئك رفيقا). الطائعون مجموعة من العباد تجدهم في كل عصر على قلِّة من الناس لا يعصون الله تعالى يوماً، ولدوا وماتوا ولم يعصوا الله تعالى معصية واحدة لا من باب العصمة ولكن من باب السداد والتوفيق كما قال r :" نِعمَ العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه" رجل عاش ومات ولم يعصي الله تعالى ولا مرة واحدة. وكلنا صادفنا في حياتنا الطويلة رجلاً من هذا القبيل تعرفه بسيمته، بنور وجهه، في حبه للتاس ورفقته بهم وإشفاقه على الخطائين، بكرمه وسخائه، رجلٌ إذا رأيت وجهه ذكرت الله عز وجلوهذا من باب التوفيق وهو لا يكتسب. لماذا اصطفى الله تعالى هؤلاء دون غيرهم؟ لماذا كان الصديقون: خديجة وعلي بن أبي طالب وأبو بكر دون غيرهم؟ إذن هي توفيقات وتسديد من الله رب العالمين.ربما تسأل الله تعالى أن يجعلك من هؤلاء الطائعين. فالطائعون زمرة من البشر، عباد الله ولدوا وماتوا ولم تصدر منهم معصية واحدة إستثناء من قوله r :" كل ابن آدم خطّاء". هذه الزمرة تضم إلى زمرة النبيين والشهداء والصديقين يدخلون الجنة كما قال r على صورة القمر ليلة البدر. حينئذ ما شأننا نحن الخطائين؟
لا ينبغي أن تيأس لأن لك زمرة أخرى سنتحدث عنها لاحقاً وهي زمرة التوابين (إن الله يحب التوابين) فإن فاتك أن تكون من الطائعين الذين لم يعصوا ولا مرة بل كنت خطّاءً تعصي الله تعالى كثيراً ثم تتوب فإن هذه زمرة لها جلالها وقيمتها بقوله تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وفي الحديث الشريف: " إن الله يحب كل مفتّن توّاب". فالطائعون على قلتهم هم الذين يضيفون البركة على أجيالهم وتسد بهم الثغور ويستمطر بهم الغيث ويستسقى بهم الغمام. هؤلاء الناس مجموعة، زمرة واحدة يأتون يوم القيامة فيدخلون الجنة جميعاً بطريقة واحدة وأسلوب واحد وبشكل واحد ولهم مقام واحد وجنة واحدة (ولمن خاف مقام ربه جنتان) والجِنان متخصصة فكل جنة لها شعب متميز بعمل عظيم وسمتٍ عظيم يوم القيامة.
زمرة الطائعين زمرة يجتبيها الله عز وجل ويوفقهم إلى أن لا يعصوه ولا مرة واحدة فألحقهم الله تعالى بالثلاثة الذين قبلهم وحسن أولئك رفيقا.