أفيدوني عن مدى صحة هذا الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً معناه: إذا حضر طعام العشاء، وحضرت صلاة العشاء، فابدؤوا بالعَشاء قبل العِشاء، وهل هذا خاص بصلاة العشاء أم يقاس عليه بقية الصلوات؟ جزاكم الله خيراً.
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس خاصاً بالعِشاء، بالمغرب والعصر وغيرهما، وفي اللفظ الآخر: (إذا حضر العشاء فابدؤوا به قبل أن تصلوا المغرب)، وفي اللفظ الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)، وهذا عام، رواه مسلم في الصحيح، فإذا حضر الطعام عند الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء، أو الفجر، فإن السنة البداءة به، لأنه إذا قام وقد حضر الطعام تشوش قلبه ولم يؤد الصلاة كما ينبغي بسبب التشوش ا لذي حصل للقلب عند حضور الطعام، فالسنة أن يبدأ به ويأكل حاجته ثم يصلي، ولو أنه قد أذن المؤذن ولو حضرت الصلاة ولو أقيمت الصلاة، وليس هذا من التساهل بالصلاة ولا من التهوين من شأنها، لا، بل هذا من تعظيم شأنها؛ لأنه إذا أتاها وقلبه مشغول لم يخشع فيها كما ينبغي، والله يقول سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (1-2) سورة المؤمنون، لكن إذا أتاها وقد أخذ حاجته من الطعام أتاها وقلبه مقبل، وأداها بخشوع وحضور فهذا أنفع له في الدنيا والآخرة وأكمل لصلاته.